تعيش مصر حالة "الفوضي الخلاقة" التي ارادت الولاياتالامريكية ان تضعنا فيها منذ حكم بوش والمحافظين الجدد .. ولكن سبب فشل تحقيق المخطط الامريكي في مصر يعود الي قوة ورسوخ الدولة المصرية وانعدام الرؤية لدي المعارضة المصرية خاصة الحديثة منها.. حيث ان تلك المعارضة لا تري إلا تحت اقدامها ولاتميز ما بين الدولة والنظام السياسي ومن ثم سمحت للحراك الاعلامي ان يستخدم الحراك السياسي ويخضعه لاهدافه الاعلامية من جهة؛ وخلق ابطال وهميين سرعان مايسقطون كأوراق الخريف دون أثر يذكر سوي احباط الجماهير صاحبة الارادة في التغيير وانصرافها عن الفعل الحقيقي. يبدو ذلك جليا في عدة اعراض مهمة عاشتها مايسمي بالمعارضة الحديثة: أولا: من يتابع ظاهرة أيمن نور صعودها وانكسارها يجد أنه ضحية مايسمي بالاعلام الخاص ومن يتذكر استخدام هذا الاعلام لأيمن نور طوال فترات سجنه واعادة تقديمة علي أنه نلسون مانديلا ولا ننسي يوم خروجه من السجن وكيف حدثت صراعات مابين القنوات والصحف الخاصة من أجل تقديمه الامر الذي لم يدم طويلاً وكلنا نشاهد الآن ماذا يحدث لأيمن نور! ثانيا: ولا تختلف ظاهرة أيمن نور عن ظاهرة الدكتور محمد البرادعي من حيث استخدام الاعلام الخاص للبرادعي ولعب دورًا أساسيا في تشكيل رأي عام حول ماسمي بالجمعية المصرية للتغيير واستخدام معظم أعضاء الجمعية وتحويلهم إلي إعلاميين وصحفيين وكيف ابتلع هؤلاء "المناضلون الطعم حتي تم أصطيادهم والخروج علي البرادعي ورويدا رويدا سوف ينقلب الاعلام علي هؤلاء بحثًا عن أسماء وهيئات أخري!! ثالثا: الالتفاف علي ظاهرة حزب الوفد وانتخاباته الرئاسية وسحب الايجابيات التي حدثت في اتجاه إعادة أستخدام حزب الوفد "كجواد طرواده" لما يسمي المعارضة الحديثة وخلق رأي عام حول الرئيس المنتخب السيد البدوي علي أنه البرادعي الجديد والوفد كمظلة للمعارضة الجديدة... خاصة وأن الرئيس الجديد قريب الصلة من بيزنس الاعلام الحديث..السؤال : هل يبتلع البدوي الطعم وينم اصطياده علي طريقة اصطياد البرادعي ونور؟ ربنا يستر! بالطبع أنني أكن كل احترام وتقدير لكل من أيمن نور والدكتور البرادعي والسيد البدوي.. ولكن العاقل يتعظ لما حدث لاخيه؟! كما يجب أن نحلل ظاهرة الاعلام الجديد صاحب اليد القوية علي الرأي العام والذي يستطيع أن يستثمر الخلاف مابين القضاء الجالس والواقف، كما أستثمر من قبل قضايا هشام طلعت مصطفي ونادين وهبة... وكما أستطاع أن يحول شاب سوابق إلي بطل قومي!! بالطبع لسنا ضد الاعلام ولا حرية الاعلام... ولكن لابد أن نتوقف قليلاً لكي نعرف هل الاعلام بديلاً للقوي السياسية ودعاة التغيير ... وهل الاعلام وسيلة أم قوي تستخدم الجميع في حرب الكل ضد الكل؟ ولكن الدولة المصرية ليست أوكرانيا.. ولايجدي معها لا الفوضي الخلاقة ولا الثورات البرتقالية ولا المتعددة الالوان!