حكاية كرسي السلطان حسين الذي يجلس عليه 1 - من أول يوليو القادم - يعني بعد أقل من أسبوعين - سوف تزداد معاشات 3 ملايين و700 ألف مستفيد بنسب تتراوح بين 20% و300%. - تكلفة هذه الزيادة التي تتحملها الدولة مليار ونصف المليار جنيه، وكلما كان المعاش صغيراً، كانت نسبة الزيادة كبيرة، لمساعدة أصحاب المعاشات في تحمل أعباء الحياة. - كان من المفترض أن يتم تطبيق هذه المادة أوائل عام 2012 مع تطبيق قانون المعاشات الجديد، ولكن تم استثناؤها وتطبيقها فوراً دون تأخير. 2 - كيف خرج هذا القانون من تحت ضرس وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي؟ المشهور عنه أنه يأخذ ولا يعطي، يخصم ولا يمنح.. وكيف طاوعه قلبه ليوافق علي ذلك؟ - قال الوزير: «قولوا عني أي شئ ميهمنيش، ولكن سمعتي نظيفة وزي الفل، لأني من عيلة تحافظ علي الخيط الرفيع بين السلطة والثروة». - أضاف الوزير: نظام المعاشات الجديد سيتم تطبيقه بعد استكمال شبكة الكمبيوتر المعقدة التي توفر المعلومات للمستفيدين علي أحدث النظم في العالم. 3 - ملاحظة مهمة: شتان بين يوسف بطرس غالي الوزير الذي تصوره وسائل الإعلام وكأنه «مصاص الضرائب»، وبين يوسف بطرس الذي يتمتع بمرح شديد وروح أولاد البلد والنكتة العفوية. - الوزير يؤكد: بقالي في الوزارة 18 سنة، وعائلتي تعمل بالسياسة منذ 170 عاماً، وقرايبي شغلوا وزارات الخارجية والداخلية والحقانية والمالية. - علي مقعدي - يقول الوزير - كان يجلس جد أبويا بطرس باشا من 1891 حتي 1893، ومازلت أحتفظ بقصاصات الجرائد التي تمتدح وتشتم بطرس باشا حتي الآن. 4 - أغرب شيء يمكن ان تكتشفه في وزير المالية أنه عاشق للتاريخ، رغم أن ذلك لا يبدو عليه، لكنه يعتز - مثلاً - بأنه يجلس علي المكتب الذي كان يجلس عليه السلطان حسين وزير المالية سنة 1914 . - حكاية الكرسي: يوسف بطرس فتش في مخازن الوزارة عن مكتب جده، فلم يجدوه ووجدوا مكتب السلطان حسين الذي يرجع تاريخه لسنة 1914، وكانت «مصارينه» طالعه. - سأل فاروق حسني فأشار عليه بأحد المرممين الذي أعاد المكتب لحالته الأصلية بتكلفة 5 آلاف جنيه فقط، ثم عرض عليه المُرمم أن يشتريه بنصف مليون جنيه ورفض الوزير. 5 - سيادة الوزير: ما مزايا قانون الضمان الاجتماعي الجديد؟..قال: حيكون حاجة تفرح والدكتور علي المصيلحي شغال فيه.. ولما أدركت أنه زهقان من القوانين، قلت: خلينا في التاريخ. - الدكتور يوسف يعتز بواصف باشا ابن بطرس باشا عم أبوه..كان مناضلاً مع سعد زغلول وحُكم عليه بالإعدام، ونفي معه إلي جزيرة «سيشل»، ثم حضر معه مؤتمر «فرساي». - واصف باشا أنقذ صعيد مصر من فتنة كبري، فعندما قُتل أبوه بطرس غالي، وأراد الإنجليز أن يشعلوا الحرب بين المسلمين والأقباط، فخرج يصرخ في الناس: إنها جريمة قتل عادية وليس أساسها دينيًا. 6 - عاد الدكتور يوسف بطرس ليتحدث عن الضريبة العقارية مؤكدًا أنها ستحقق العدالة، وأن الذين هاجموها سيتأكدون أنهم أخطأوا في ذلك، لأنها لن تؤخذ إلا من الأغنياء وسكان القصور. - القانون أصبح ساري المفعول، وسوف يحقق العدالة الاجتماعية وهدأت الضجة التي أثيرت حوله، وسيتأكد أنها كانت مفتعلة ومجافية للحقائق. - عدت أسأل الوزير مستغلاً لحظات صفائه مع التاريخ: ألا توجد أية محاولات للصلح مع وائل الإبراشي؟..قال: حقي الشخصي تنازلت عنه ولم أرفع أية قضية.. أما حق الدولة فقد لجأت إلي القضاء.. وتعظيم سلام لأحكامه في صالحي أو ضدي. 7 - يوسف بطرس غالي.. كتبت عنه مرة أنه «الوزيرالرذل».. لأنه يمسك ميزانية الدولة المصرية والكل يقول له: «هات..هات» ولا أحد يقول له: «خد..خد». - لذلك قرر أن يقلب الحكاية، ويقول هو: «هات..هات»..وبدلاً من أن يشكو هو من بخل الناس، يصرخ الناس من بخله، ومن أصابعه الطويلة التي تتسلل إلي الجيوب والخزائن. - معذور، فمن يمسك ميزانية أسرة صغيرة يصرخ من منتصف الشهر، فما بالنا بمجتمع لا يريد أبدًا أن «يمد رجليه علي قد لحافه»؟ الوزير يقول: «اطبخي يا جارية.. كلف يا سيدي». E-Mail : [email protected]