أشعر بفخر شديد أن كأس العالم استقر هذه الدورة في قارتنا السمراء ورغم أننا علي رأس هذه القارة تاريخياً وجغرافياً إلا أننا لم نوفق في استضافة المونديال لأسباب عديدة نعرفها ولم نسعد بنتيجة «الفيفا» حينما تبارينا مع عدة دول أفريقية لاستضافة كأس العالم وفازت جنوب أفريقيا وكان لي حظ زيارة هذه الدولة حينما كانت تقع تحت الحكم العنصري وسعدت أيضا بلقاء رئيسها حينئذ «الأبيض»، «ديكليرك» حينما جاء لزيارة بلادنا واستضافته جمعية مستثمري العاشر من رمضان للوقوف علي التطور الصناعي في بلادنا وكانت هذه الزيارة لمصر بعد الإعلان عن إجراء انتخابات حرة يمكن فيها «للسود» دخول الانتخابات وعليها فاز «مانديلا» برئاسة البلاد وكنا ضمن دول كثيرة في العالم نقاطع جنوب أفريقيا لانتهاجها العنصري بمنع «السود» من دخول حلبة تداول السلطة في البلاد المقصورة علي الرجل الأبيض!! وزرت جنوب أفريقيا لكي أقف علي تطور لم أشهده إلا في بعض دول أوروبا ولكن جنباً إلي جنب فقر شديد في قطاع الشعب الأسود وأيضا جريمة عالية الصوت بعد غروب الشمس في العاصمة «جوهانسبرج» كما كان من حظي زيارتها عام 2002 وكان «نيلسون مانديلا» رئيساً و«مييبك» نائباً للرئيس وشملت زيارتي «جوهانسبرج»، «وسن سيتي» و«كيب تاون» قمة في النظام والنظافة ولعل هذه الأسباب التي دعت لجنة الاختيار لاستضافة دورة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. لقد بدأت الدورة نشاطها ظهر الجمعة الفائتة ونحن والعالم كله نتابع علي شاشات التليفزيون مظاهر هذه الفرحة العالمية التي تأتي كل أربع سنوات لكي يتباري الفائزون من قارات العالم الخمس علي نيل كأس العالم في كرة القدم بعد تصفيات ضاربة كان أيضا حظنا فيها قليلاً أمام الشقيقة «الجزائر» ومع ذلك الأحداث التي أعقبت تلك التصفيات كانت غير سعيدة ولكن بالحكمة والزمن يمكننا استعادة الهدوء لتلك العلاقة الكروية التي هددت العلاقة التاريخية بين مصر والجزائر. ونعود لجنوب أفريقيا التي شرفنا كأفريقيين باستضافتها لأهم نشاط دولي اجتمع العالم عليه وهو كأس العالم لكرة القدم. إن فخري بما تقدمه هذه الدولة هو فخر لأفريقي متحضر أحسست بعمق تلك العلاقات المصرية الأفريقية منذ كنت طالباً في المدارس الثانوية والجامعة في الخمسينيات والستينيات وكانت أفريقيا بالنسبة لنا هي عمقنا وتاريخنا والعلاقات بيننا وبينهم كانت في قمة ازدهارها حينما كان الراحل «عبدالناصر» هو زعيم الحرية في مصر والقاهرة ومازال حتي اليوم اسم «عبدالناصر المصري» هو علي أشهر شوارع وميادين العواصم الأفريقية حتي في «جوهانسبرج» و«كيب تاون» ألف مبروك لجنوب أفريقيا علي هذا الأداء وعقبالنا يارب!!