عقد الرئيس حسني مبارك أمس قمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» بمدينة شرم الشيخ، تطرقت آخر المستجدات علي الساحة الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة والاتصالات الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة. أطلع «عباس» الرئيس مبارك علي نتائج جولته الأخيرة في واشنطن وإسبانيا وفرنسا ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي الذي ترعي بلاده المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلي مباحثاته أمس الأول مع عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قام مؤخرًا بزيارة إلي قطاع غزة وأجري مشاورات مع قادة حماس بهدف التوصل إلي المصالحة الفلسطينية. وقدم أبومازن الشكر للرئيس مبارك علي قراره الحكيم بفتح معبر رفح منذ الأول من الشهر الجاري إلي أجل غير مسمي لعبور المرضي والحالات الإنسانية والطارئة ولإدخال المساعدات لقطاع غزة. حضر اللقاء من الجانب المصري أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، ومن الجانب الفلسطيني ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ود. صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ونبيل أبوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، ود.بركات الفرا السفير الفلسطيني بالقاهرة. صرح الرئيس الفلسطيني عقب اللقاء بأن المباحثات تركزت حول نتائج الجولة التي قام بها مؤخرًا، مشيرًا إلي أنه أطلع الرئيس مبارك علي مناقشاته خلالها خاصة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث تم إبلاغ الجانب الأمريكي بضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي علي غزة بمعني فتح جميع المعابر الإسرائيلية أمام جميع احتياجات قطاع غزة، وأن تكون هناك لجنة للتحقيق في الهجوم علي قافلة الحرية تكون منسجمة مع بيان مجلس الأمن في هذا الخصوص. وقال: إن مصر جددت التصريح إنه إذا كان هناك تقدم حقيقي حول البندين الأساسيين في المفاوضات غير المباشرة فلا مانع من الذهاب بعد ذلك لمفاوضات مباشرة. وأكد أنه جدد خلال زيارته للولايات المتحدة مؤخرًا الموقف الفلسطيني الذي تم بناء عليه استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والمتمثل في أنه إذا حدث أي تقدم حول موضوعي الحدود والأمن فيمكن عند ذلك أن نذهب إلي الخطوة التالية وهي المفاوضات المباشرة. وأضاف إننا أبلغنا الجانب الأمريكي بأنه يتعين الآن علي الجانب الإسرائيلي أن يحدد موقفه بوضوح من هاتين النقطتين الرئيسيتين، بخاصة في ضوء ما كنا قد توصلنا إليه بالفعل بشأنهما خلال المفاوضات التي جرت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة. وأشار إلي أنه إذا ما تبين أن هناك موقفًا إيجابيًا من قبل الإسرائيليين، يمكن البناء عليه ويمكن أن يشكل خطوة للأمام لن يكون لدينا أي مانع وقتها للذهاب إلي المفاوضات المباشرة، مؤكدًا أن ذلك يحتاج بطبيعة الحال وتحت أي ظرف أن نجلس كفلسطينيين مع لجنة المتابعة التابعة لجامعة الدول العربية للتشاور والتنسيق في هذا الخصوص. وقال أبومازن: أود أن أشير إلي أن الأمين العام عندما قرر الذهاب إلي غزة فقد اتصل بنا وشجعناه علي ذلك، والالتقاء مع جميع الفصائل، مؤكدًا أن موقفنا من مسألة المصالحة، الذي تبادلنا الرأي فيه مع عمرو موسي، هو أنه يتعين علي حماس أن توقع علي الورقة المصرية، وبعد ذلك يمكن أن نناقش جميع المطالب سواء لحماس أو لغيرها أثناء تطبيق بنود هذه الورقة، ولا مانع لدينا إذا ما تم التوقيع أن نشكل حكومة انتقالية أو حكومة تكنوقراط، أو مستقلين تتولي قضايا أبرزها استلام أموال إعادة الإعمار، التي تقررت في مؤتمر شرم الشيخ والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشيرًا إلي أن هذا الموضوع كان محل نقاش أيضًا مع الرئيس مبارك. وحول ما إذا كان يعتقد أن لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية بشأن الاعتداء علي قافلة الحرية تلبي مطالب مجلس الأمن الدولي، قال إن تشكيل اللجنة برئاسة قاض إسرائيلي يعني من حيث المبدأ أنها لن تكون محايدة، وكان من المفروض أن تشكل اللجنة من جهات محايدة طبقًا للبيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي، ولا نري أن هذه اللجنة من الممكن أن تصل لنتائج محايدة. وحول ما تردد عن طرح الرئيس الأمريكي لما وصف ب«مبادئ أوباما» لتطبيقها في حال فشل المفاوضات غير المباشرة قال: ليس هناك ما يسمي بمبادئ أوباما ولكن الرئيس الأمريكي يري أن المفاوضات المباشرة مفيدة، ولكننا أكدنا له أنه يجب أن يحدث تقدم أولاً في المفاوضات غير المباشرة. وحول الاتفاق مع مصر علي آلية لإدخال المساعدات للفلسطينيين عبر معبر رفح، قال: إن معبر رفح ليس مخصصًا لدخول البضائع وإنما هو للأفراد، كما أن مصر ليست طرفاً مباشرًا في اتفاق المعابر عام 2005، ونحن عندما نتحدث عن إنهاء الحصار الاقتصادي فإن ذلك يتطلب فتح 7 معابر إسرائيلية.