ترجمة : أمنية الصناديلى بدد وزير الطاقة الاوغندي سيمون دوجونجا هاجس استعداء مصر باستضافة مدينة عنتيبي الاوغندية مراسم التوقيع علي الاتفاقية الاطارية غير المكتملة لدول حوض النيل الا انه رفض وصف ملف النيل بالفني وأكد أن السياسة تلعب دوراً كبيرا فيه. «روز اليوسف» واجهت الوزير الاوغندي بتساؤلات الشارع المصري وحاورته في رؤية بلاده للخلافات التي تفجرت مؤخراً. • ما تقييمك للعلاقات المصرية مع دول حوض النيل؟ - لدي دول حوض النيل اهتمامات مشتركة، وقد خضنا عدداً من المناقشات والتقينا معا عدة مرات كما جئنا هنا الي مصر، لقد جاء المسئولون لمناقشة سبل التعاون بين دول حوض النيل وبعضها البعض، فعلي سبيل المثال تسعي اوغندا للتعاون مع الحكومة المصرية للاستفادة من خبرات مصر المختلفة خاصة في مجال الكهرباء والطاقة المائية «الهيرولوجية»، خاصة أن مصر شديدة التفوق في هذا المجال ونحن نحتاج لمثل هذا التعاون. • ولكن هل تري تراجعا للدور المصري في التعاون مع الدول الإفريقية؟ - لا علي الاطلاق.. ما الذي حدث لنقول هذا قد تكون مصر غير مستعدة في الفترة الحالية للتوقيع علي بعض الاتفاقيات لكن يجب أن نستمر في الحوار، ويجب أن نحاول الاستمرار في الحوار معا حتي نصل لاتفاقية مشتركة. • هناك بعض من دول المصب التي صرحت بأنها لن تتراجع عن مشاريعها لتخزين المياه وانشاء السدود؟ - لهذا أقول إنه لا يجب علينا التوقف عن الحوار والحديث معا حتي نصل لاتفاق واحد. • لكن ألا يؤثر هذا علي علاقات الدول وبعضها البعض؟ - لا.. عندما يتناقش الإخوة، نجدهم يختلفون لكن هذا لا يعني وجود تأثير علي العلاقة، قد يكون هناك بعض الاختلاف بين الاطراف لكن لن يؤثر ذلك علي علاقتنا فسوف نستمر في الحوار حتي نصل لنقطة مشتركة، لأنه إن لم يحدث ذلك فستكون هناك مشكلة لنا ولمصر علي حد سواء.. يجب أن نكون معا في هذا الشأن كما كنا معا لآلاف السنين في كل القضايا الأخري.. نعم فهناك خلفية حضارية مشتركة تجمعنا ولا يستطيع أحد أن ينسي ذلك. • إذن هذا لا يعني نكران أي من الاتفاقيات السابقة؟ - الاتفاقيات السابقة موجودة ونحن نعترف بها، لكننا نريد التحدث حولها ومناقشتها والتفاوض، فإن اوغندا تريد ان تبقي مصر علي اطلاع لكل ما تفعله.. مصر تستفيد بكفاءة من مياه النيل ونحن لا نستخدم المياه بكفاءة، ونريد من مصر أن تأتي وتقول لنا.. انظروا بإمكاننا استخدام المياه بهذه الطريقة ثم تناقشنا وتساعدنا.. فعلي سبيل المثال، في بلدي يستخدم 12% فقط من الشعب الكهرباء لكنني اعرف ان الشعب كله في مصر، 100% تقريبا يحصل علي الكهرباء لذا نريد ان تأتي مصر لأوغندا وتقول انظروا نحن نفعل هكذا.. إذا كنا نريد استخدام مياه النيل بكفاءة، يجب أن نفعل كذا وكذا.. نحن نريد المساعدة لذا إذا ذهبت مصر وحدها وأوغندا وحدها فلن يفوز أحد ويجب أن نتعاون ونستفيد، كما يجب ان تستمع مصر لمشاكلنا كشقيقة كبري، وتخبرنا كيف علينا أن نحل تلك المشكلات، وهذه هي الطريقة التي تنظر بها أوغندا للمسألة. • إذن كل ما نريده هو التعاون والتفاوض.. لكن هناك أصواتا تصر علي استخدام السدود الحاجزة للمياه؟ - لهذا أقول إننا يجب أن نجتمع معا.. نحن لا نريد بناء سدود في أوغندا لحجز المياه ولكن لتوليد الكهرباء ولا يجب أن يكون هناك مشكلة في ذلك، ونحن لن نخزن المياه ولكننا نريد أن نستفيد معا لذا يجب أن نتعاون معا. • لكن ماذا عن توقعاتك؟ - أنا متفائل، فإذا لم نصل لاتفاق اليوم، سنصل اليه غدا. • إذن انتم ترفضون اي أصوات متطرفة تدعو للحرب؟ - من يدعون للحرب ليسوا اصدقاءنا، من يتحدث عن الحرب لا يريد صالح مصر ولا أوغندا.. أعلم ذلك، لكن لا يمكن أن نتقاتل نحن فقط نتناقش. • هناك بعض الصحف الأجنبية التي ربطت بين الخلاف علي مياه النيل واسرائيل خاصة مع انتقال بعض الخبراء مؤخرا من اسرائيل لأثيوبيا والعكس؟ - لا بالنسبة لنا.. أوغندا دولة مستقلة وذات سيادة، وقد تعاونا مع مصر من قبل حتي في الستينيات، فقد كان الرئيس صديقا مقربا لدولتنا، ولا يجب ان نفكر في هذا بل يجب ان نفكر في الجلوس سويا علي طاولة واحدة لمناقشة هذا من أجل اطفالنا وشعوبنا التي تعتمد علي المياه، لذا نحن لم نتصارع من قبل علي النيل ولن يحدث ذلك. • هل المشكلة تقنية أم سياسية.. اقصد - الخلافات حول الاتفاقية الاطارية؟ - أنها مشتركة، فإذا تواجدت ارادة سياسية سيتم حل المشكلة التقنية، كما قلت من قبل نحن لسنا أكفاء في استخدام المياه وهذه هي المشكلة التقنية لذا علي السياسيين أن يطلبوا من التقنيين الذهاب الي مصر والاستفادة من مهندسيها، ففي مصر مدارس متخصصة في مجال الهيدرولوجي، وقد زرت عدداً من مشاريع توليد الطاقة الهيدرولوجية، لذا أنا كسياسي يجب ان أخبر شعبي ليذهب للتقنيين في مصر لمعرفة طرق استخدام مياه النيل بكفاءة.. اذا اختلفنا علي النيل سنموت ولن يستفيد أحد لذا اقول ان النية السياسية موجودة وقد جئنا الي هنا عدة مرات وتحدثنا مع المسئولين لنقل خبراء في مجال طاقة الرياح والطاقة الهيدرولوجية الي بلدنا لنصبح خبراء مثلكم.. وكشقيقة كبري نطلب من مصر ان تضعنا علي الطريق.. ومصر كذلك يمكن أن تأتي الينا وتلك المشاريع وتكون جزءاً منها.. لذا لا يوجد أي شك، فنحن نريد برنامجا يناسبنا.. إذا كانت هناك اتفاقيات سابقة اذن لننظر لها ونتناقش بشأنها، فالاتفاقيات كانت منذ عدد من السنين والوقت والظروف تغيرت.. لذا دعونا نجلس كإخوة ونناقش سويا، فالحديث عن الخلاف ليس من صالحنا. • هذا لا يعني أن أوغندا لم ولن تنكر حق مصر التاريخي في مياه النيل؟ - نحن نعترف بحق مصر.. لكننا نقول إن الوقت تغير، ففي الاتفاقيات السابقة لم يكن هناك ذلك التطور الموجود الآن والذي يسمح بمزيد من الكفاءة كما لم تكن الدول الافريقية مستقلة لذا لنجلس سويا ونكن متزمتين لنوازن الامر ونحقق مصلحة مصر وأوغندا.. فالسياسيون يقررون مصير ملايين الارواح، فالشعب الاوغندي يبلغ 30 مليونا، والمصري 90 مليوناً أي هناك 110 ملايين انسان ينتظروننا.. وهم ليسوا مثلنا سيجلسون للدردشة واحتساء القهوة.. لذا لا يجب ان نتناسي مصلحة الشعوب. • البعض يطرح فكرة ان تبيع دول المنابع المياه لحوض النيل كما تبيع الدول الخليجية البترول؟ - الوزير ضاحكاً: نعم سمعنا بذلك لكن بالطبع هذا امر غير معقول «خرافة» كما انه ليس خيارا ولا يوجد من يؤيد مثل هذا.. انها اصوات متطرفة.. لا توجد حكومة تفكر في ذلك لكن كل ما نريده هو العدل لمصالح شعبنا.. وقد حدث من قبل ان تناقش رئيسنا مع الرئيس المصري بشأن النيل، ونحن نريد المصلحة لذا لا يجب ان نفقد الثقة في بعضنا البعض.. لن يبيع أحد المياه لمصر. • هل مستعدون للتراجع عن التوقيع علي الاتفاقية لحين التوصل للاتفاق المشترك؟ - لا بل علي العكس.. نحن نريد من مصر ان تأتي وتوقع.. نريد من مصر أن تفكر بالامر وتأتي وتوقع معنا لا يجوز أن تقف من بعيد وتقول لا.. يجب ان نتحدث ونقول نعم ممكن لكننا نتحفظ علي هذا البند هنا.. لا تراجع، بل نحن ندعو مصر لتأتي وتنضم لنا لنتحرك سويا، فلن يفوز أحد بمفرده في هذه المسألة، يجب أن نتحرك سويا.. أكررها يجب أن نتحرك سوياً. • الخلاف الدائر قد يضر ببعض المشروعات التي تمولها الدول المانحة والبنك الدولي.. فما مصير هذه المشروعات؟ - الامر يخص البنك الدولي، إذا لم يوافق علي التحرك بدون موافقة مصر، فهو شأنه، لكن بالنسبة لي، لا أريد اقحام البنك الدولي في الامر، فالأمر يتعلق بالشعب المصري والشعب الاوغندي هؤلاء هم المستفيدون من مياه النيل، البنك الدولي ليس له اطفال واحفاد يستخدمون النيل حتي يخاف علي مصالحهم ويعتمدون عليه مثلنا، لذا اريد من مصر واوغندا واثيوبيا والسودان والكونغو وتنزانيا مناقشة الامر معا دون اقحام عناصر خارجية.. إنها مصلحتنا نحن وليست مصلحتهم، فإذا حدث نقص في المياه في اوغندا لا يمكن ان تكون مصر سعيدة، والأمر نفسه إذا حدث نقص في المياه في مصر، لا يمكن أن تكون أوغندا سعيدة.. لكن ما الذي جد؟ لقد جدت التكنولوجيا الحديثة. • بصفتك خبيراً هل تؤثر سدود الطاقة في اثيوبيا علي المياه؟ - ستتحدثون مع وزير اثيوبيا.. فأنا لا توجد لدي التفاصيل.. لكن كخبير فالإجابة هي نفسها.. اذا كانت هذه السدود لتوليد الكهرباء فلن تؤثر علي تدفق المياه، لكن لو كانت للري فالأمر يختلف، فسدود توليد الطاقة لا تختزن مياها بل تسمح للمياه بالمرور لكننا سنواصل الحديث مع الوزير المصري والوزير الإثيوبي.