هذا العنوان جزء من مثل شعبي شهير ينطبق علي بعض الحركات السياسية في مصر، ورغم أن حديثًا شيقًا كان بين الكاتب الكبير أحد أعضاء الضباط الأحرار (ضباط ثورة يوليو 1952) الأستاذ «أحمد حمروش» والأستاذ «أحمد المسلماني» في برنامج الطبعة الأولي، بقناة دريم الأسبوع الماضي، تحدث الأستاذ «حمروش» عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية في عام 1928، وأكد أنهم كانوا صنيعة القصر والساسة والاستعمار ضد شعبية حزب الوفد حينذاك، وتحفيز هذه الجماعة تحت زعامة المرشد (حسن البنا)، لكي يقوموا بجذب الشعب نحو الدين وتحت ستار الدعوة والتكافل، واللعب علي خط السياسة ضد حزب الوفد، وعضد حديثه بأن مصر لم تكن تعرف قبل ظهور هذه الجماعة الاغتيالات السياسية، وحينما ظهرت في الساحة السياسية اغتالت رؤساء وزراء مصر، «أحمد ماهر»، و«محمود النقراشي» و«القاضي الخازندار» و«حكمدار القاهرة»، وغيرهم،، حتي محاولتهم التي فشلت في ميدان المنشية بالإسكندرية لاغتيال الزعيم «جمال عبدالناصر»!! إن حركة الإخوان المسلمين، تنكشف كل يوم أكثر مما سبقه من أيام، حيث لم يقبل شعب مصر، خلط الدين بالسياسة علي مر عصوره، ومنذ حركة نقل الأمة إلي العصر الحديث وإنشاء مصر المعاصرة علي يد الألباني «الباشا محمد علي» عام 1805، وقيام «إبراهيم باشا» (ابنه) وقائد جيوشه (المصرية) بفتح دول تحت شعار جديد سمعته لأول مرة من الأستاذ «أحمد حمروش» بأن «إبراهيم باشا» قال سنحارب حتي حدود الدول التي لا تنطق العربية فكانت بادرة القومية العربية دون تسمية في عصر «محمد علي» وولده (إبراهيم باشا)، وظلت الحركة التي بدأت عام 1928 تحت اسم الإخوان المسلمين، تزاول نشاطها مرة بالاتفاق مع السلطات الحاكمة قصرًا أو مندوبًا ساميا بريطانيا أو قوات الاحتلال، ومرات كثيرة تحت الأرض حينما تتعارض المصالح، وما زالت هذه الجماعة وحتي اليوم لا يظهر لها هدف سياسي واضح، حيث ترفض أن تندمج في المؤسسات السياسية التي يسمح بها القانون والدستور المصري فهي بالضبط ينطبق عليها المثل، (مثل الرقص علي السلم لا تري من فوق أو من أسفل)!! ومع ذلك فإن قوة وضبط تنظيمهم يجد في أحيان كثيرة فوائد جمة، أمام صناديق الانتخابات، تحت مسمي المستقلين، ولكن في غياب الأغلبية العظمي التي تقع تحت مسمي الأغلبية الصامتة أو المتخذة للموقف السلبي من الحياة السياسية المصرية ولكنها بالقطع ترفض خلط الدين بالسياسة، فمصر أعرق دول العالم في المنطقة وفي الإدارات الحكومية وفي المدنية التي تحتضن عنصري الأمة وظهرت جلية منذ عام 1919، ودستور 1923 . اليوم - نحن في أشد الاحتياج إلي تحرك قوي الشعب الصامت للمشاركة في عام هام، تجري فيه انتخابات نيابية وعام قادم تجري فيه للمرة الثانية ولأول مرة في تاريخ مصر المعاصر انتخابات رئاسية!! كي تتحرك قوي الخير لهذا البلد أمام قوي ترغب في السطو علي السلطة لإعادتنا إلي عصور الظلام والجاهلية ولن يحدث أبدًا ذلك في مصر!!