إذا طرحت سؤالاً علي شعب المملكة العربية السعودية بداية من الملك وحتي أصغر فرد فيها: من هو الحليف الاستراتيجي والصديق الأمثل للمملكة؟ سيجمع هؤلاء علي أنها مصر وزعيمها الرئيس حسني مبارك الذي أسس هذا التحالف بفضل جهوده المشتركة معها وتقديره الدائم لشعبها ونظامها. «القاهرة - الرياض» محور قوي ومتميز ويشرف أي مصري أو سعودي أو حتي عربي ولا يجادلني أحد عندما أقول إن عهد الرئيس مبارك هو العصر الذهبي للعلاقات المصرية الخليجية وبالذات المملكة العربية السعودية ومعها دولة الكويت التي تتأثر بشكل كبير بالأحداث الداخلية في مصر حيث حرص الرئيس خلال فترة رئاسته وحتي الآن علي دفع مصر إلي العلاقات الطيبة مع كل البلاد العربية خاصة وبلاد العالم عامة. لا أكون مبالغا عندما أقول إن العامل الرئيسي في الحفاظ علي أمن الشرق الأوسط ومجابهة الدول العربية لدولة إسرائيل المارقة يتمثل في مدي صلابة ومتانة محور القاهرة - الرياض وهذا المحور تستفيد منه مصر كما تستفيد منه المملكة، فقلد سافرت إليها منذ السبعينيات وشهدت جميع مراحل تطورها وقفزاتها تحت نظام لا يستطيع أحد أن يقول إنها ديمقراطية غربية ولا تستطيع أبداً أيضا أن تقول إن هناك ديكتاتورية. لا أعلم أين تكون تلك الديكتاتورية عندما وجدت أثناء إقامتي بالمملكة أن أي شخص بإمكانه أن يقابل الملك ولقد رأيت بعيني أحد المواطنين السعوديين يكلم الملك ويقول له: «أنت يا فيصل» ويشير إليه بسبابته، وطبعا لا وجه للمقارنة بين ملك السعودية وملك بريطانيا مثلا، فالثاني لو أشار إليه أحد رعاياه لقطع يده علي الفور.. اتساءل: كيف يمكن لدولة أن تقفز هذه القفزات في وقت يسير لا يساوي في حساب الزمن شيئاً إذا كان نظامها ديكتاتوريا؟! البينة علي من ادعي، وأنا لا أدعي بل أجزم بحرية الشعب السعودي وديمقراطية نظامه والبينة علي ذلك واضحة وجلية وهي تلك القفزات التي حولت المملكة إلي مجتمع من أرقي مجتمعات المنطقة وأرقي من مجتمعات أوروبية كثيرة. لست مدافعا عن النظام السعودي ولا هو في موضع المتهم ولكن رأيت من الإنصاف أن أنقل تجربة دولة مجاورة استطاع نظامها أن يحدث نقلة كبيرة بها وفي النهاية إذا كانت الديكتاتورية تصنع كل هذه القفزات فأهلا بها.