كتب : كلاوس ناومان لا ينبغي لأحد أن يستسلم للأوهام. حتي لو قررت كل الدول النووية في العالم احتضان رؤية عالم خال من تهديد الصراع النووي، فإن الأسلحة النووية سوف تظل معنا لعقدين مقبلين من الزمان علي الأقل، وحتي هذه النتيجة سوف تتطلب توفر أفضل الظروف المواتية لنزع السلاح. هناك ما يقرب من 23 ألف سلاح نووي في العالم، تمتلك الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وكلها بلدان موقعة علي معاهدة منع الانتشار النووي تسعة أعشار الأسلحة النووية التي يحتوي عليها العالم، في حين تمتلك الهند وباكستان وربما إسرائيل نحو ألف سلاح نووي. ومن المفترض أن كوريا الشمالية تمتلك بضعة أسلحة نووية الآن، وإيران تسعي في أغلب الظن إلي تنفيذ برنامج لإنتاج الأسلحة النووية. الطريق إلي نزع السلاح النووي علي المستوي العالمي سوف يكون طويلاً ووعراً. ذلك أن القدرة محدودة فيما يتصل بتفكيك وتدمير الأسلحة النووية، ومن المرجح أن يظل الأمر هكذا. فالقدرة الحالية لا تتجاوز 500 سلاح نووي سنوياً في كل من روسياوالولاياتالمتحدة، وهذا يعني أن هدف الإبقاء علي ألفي سلاح نووي فقط في الإجمالي بحلول عام 2025 طبقاً للاقتراح الذي اشتمل عليه تقرير اللجنة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح، ليس من الممكن أن يتحقق بالكامل قبل حلول عام 2028 . ويقترح التقرير الصادر في العام الماضي عن اللجنة الدولية لمنع الانتشار النووي، مواجهة هذه التحديات بوضع أجندة شاملة للحد من الأخطار النووية. إن الإطار الزمني المحدد بحلول عام 2025 يهدف إلي خفض المخزون من الأسلحة النووية علي المستوي العالمي إلي أقل من 10% من إجمالي الأسلحة النووية اليوم. إن إنجاز هذه الأجندة الطموحة بحلول عام 2025 من شأنه أن يمهد الطريق أمام المرحلة الأخيرة في السعي إلي عالم خال من الأسلحة النووية، وهذا يتطلب في المقام الأول والأخير توفر الظروف السياسية التي تحول دون نشوب حروب إقليمية أو عالمية. وبهذا فقط تصبح الأسلحة النووية زائدة عن الحاجة. وبالتزامن مع ذلك لابد من اتخاذ تدابير إلزامية لمعاقبة أي دولة تحاول الالتفاف حول الحظر، وأي مجموعة من الأفراد يشاركون في تصنيع الأسلحة النووية. وبهذا يصبح من الممكن أن تتحول رؤية أوباما إلي حقيقة واقعة في غضون عشرين عاماً ولابد أن تشتمل خطوات الخفض الإضافية علي الأسلحة دون الإستراتيجية، مع سحب الأسلحة النووية الأمريكية القليلة المتبقية في أوروبا في مقابل إزالة المخزون الروسي الذي ما زال كبيراً. علما بأن اقتراح سحب هذه الأسلحة كخطوة أولي من شأنه أن يلحق الضرر بالأمن الأوروبي وأن يعرض التماسك عبر ضفتي الأطلسي للخطر. وعلي ذلك فإن الرسالة لابد وأن تكون "لا" للانسحاب الأحادي الجانب، ولكن "نعم" لضم هذه الأسلحة للمفاوضات الخاصة بالحد من الأسلحة في المستقبل. وسحب هذه الأسلحة لن يعني نهاية الردع النووي بالنسبة لأوروبا، وذلك لأن الردع سوف يظل ضرورياً إلي أن يتم تفكيك آخر سلاح نووي.