قال سعد الحريري رئيس وزراء لبنان عقب لقائه بالرئيس مبارك صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية في جلسة مباحثات استمرت ما يقرب من ساعة، أن الرئيس أكد خلال اللقاء علي دعم مصر للجهود اللبناني لتحقيق الاستقرار ومساندتها في مشروعات إعادة الاعمار خاصة بعد نجاح تشكيل الحكومة. وقال إنه حرص علي زيارة مصر ولقاء الرئيس مبارك قبل الزيارة المرتقبة له الي الولاياتالمتحدة غدا الاثنين حيث استمع لتقييم الرئيس مبارك للموقف في منطقة الشرق الاوسط وجهود إحياء عملية السلام في المنطقة وامكانية دفع المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وصولا الي حل عادل للقضية الفلسطينية يشمل اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وضمان حق العودة. وأكد رئيس الوزراء اللبناني أنه ليس هناك حل في منطقة الشرق الاوسط إلا بتحريك عملية السلام بشكل جدي، وأشار الي أن الجهود لاطلاق هذه العملية هي الحل الوحيد للمشكلات التي تعانيها المنطقة. وطالب الحريري المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة بشكل خاص بممارسة الضغط علي إسرائيل من أجل التوصل الي حل سلمي يتضمن اقامة الدولة الفلسطينية وضمان حق العودة، وأن تكون القدسالشرقية عاصمة لهذه الدولة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. واوضح أنه استمع خلال اللقاء إلي آراء الرئيس مبارك الثاقبة وحكمته حول ضرورة استئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن، لتجنيب المنطقة مخاطر العنف والإرهاب. وأشار الحريري إلي أن عملية السلام، قرار استراتيجي من جانب دول المنطقة لتحقيق الامن والاستقرار والمضي قدما في عملية التنمية من اجل صالح شعوبها. وحول المطالب اللبنانية التي سيحملها خلال زيارية لواشنطن، قال إن السلام هو الوسيلة الوحيدة لضمان لحماية لبنان والمنطقة العربية بأكملها، وأوضح أن عدم التوصل الي حل سلمي يفتح الباب أمام قوي العنف والتطرف في المنطقة لاستغلال التعنت الاسرائيلي، ورفضها المضي قدما في خيار السلام. وقال لو كان السلام قد تحقق منذ انعقاد مؤتمر مدريد قبل 20 عاما أو تحقق منذ عام 1996 الذي شهد قمة صانعي السلام، لكانت الامور اختلفت الآن وتحقق الأمن والاستقرار في كامل المنطقة، ولكانت كل المشكلات قدوجدت طريقها للحل. وناشد «الحريري» المجتمع الدولي وكل الدول والقوي المحبة للسلام بأن تتضافر جهودها في مكافحة الارهاب، وأن تسعي لتحقيق السلام والاستقرار، مثلما تجمعت تلك الدول لكي تتجاوز تداعيات الازمة المالية العالمية.. مشيرا إلي ان هناك قضية مركزية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطينوالقدس، التي تشهد حاليا تهويدا لمعالمها والاستيلاء علي اراضيها كما طالب الحريري بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وعودة الاراضي العربية المحتلة الي أصحابها، بما في ذلك الجولان لسوريا، ومزارع شبعا والغجر للبنان، وأن يتحقق السلام العادل وفق مبادئ المبادرة العربية. وأضاف أن زيارته إلي الولاياتالمتحدة تستهدف أيضا دعم العلاقات الثنائية بين أمريكا ولبنان، كما أنها ستتناول المساعدات الامريكية للاقتصاد والجيش اللبناني، وكذلك المشروعات التي تدعمها واشنطن في لبنان، إلي جانب جهود إحياء عملية السلام. وحول موقف لبنان من المناورات العسكرية التي سيجريها الجيش الاسرائيلي خلال الايام المقبلة، قال: ينبغي علي إسرائيل أن تطرح الأمور علي طاولة المفاوضات لتحقيق السلام، وهو لا يري أن هناك فائدة من المناورات العسكرية في هذا التوقيت. وتساءل: كيف يقوم الجانب الاسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لإحياء عملية السلام، وأضاف "هل يمكن ان يتجه أحد إلي التفاوض مع الفلسطينيين، بينما يجري في الوقت ذاته مناورات عسكرية؟!". وحول قيام العديد من الوفود الاجنبية بزيارة لبنان خلال الآونة الاخيرة، قال الحريري إن هذه الزيارات كانت محددة مسبقا، وهي تشير إلي تعافي لبنان ونجاحه في تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرا الي ان هذه الوفود تزور أيضا الدول المجاورة مثل مصر، والسعودية، سوريا، في اطار جهود احياء عملية السلام. وحول ما اذا كانت المباحثات مع الرئيس مبارك قد تطرقت الي موضوع اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الأسلحة النووية، قال الحريري إنه ناقش القضية بالفعل مع الرئيس مبارك، مؤكدا أن مصر ولبنان مهتمتان بإخلاء المنطقة من السلاح النووي لضمان أمن واستقرار المنطقة.