في مشهد تصاعد لذروته انتفض المتظاهرون علي رصيف مجلس الشعب ومجلس الوزراء وخرج عمال شركة المعدات التليفونية والنوبارية خارج الحواجز الأمنية أمس في محاولة للانتحار تحت إطارات سيارات الوزراء والنواب أثناء دخولهم لمجلس الشعب، ورمي العمال أنفسهم في الطريق، مما اربك الحركة المرورية وظلوا يلطمون علي وجوههم ويصرخون ويبكون وتدخلت قوات الأمن في محاولة لتهدئتهم وازالتهم من الطريق، وظل المتظاهرون طالبو الانتحار يرددون دعوات ضد الوزراء والنواب! وقال العمال إن الموقف بعد اعتصامهم لأكثر من 4 شهور لم يتصاعد بهذا الشكل من فراغ، بل تصاعد لأننا نعيش في واد والحكومة في واد، موضحين أنه بعد قرار لجنة القوي العاملة بتعيين عضو مفوض للشركة لصرف رواتبنا التي لم تصرف منذ 12 شهرا، تحول القرار لوزيرة القوي العاملة التي لم تفعله وحولته للنائب العام الذي بدوره حوله إلي قضية يحكم فيها في 16 يونيو. ومع تصاعد المواجهة وارتفاع حرارة الجو تعرض موظفان معتصمان إلي حالة اغماء نقلوا علي أثرها في سيارة اسعاف إلي مستشفي قصر العيني وهما نجيب محمد وسيد البقري. وفي مشهد أظهر فيه المواطن «رأفت عطية» الذي يتظاهر بأبنائه الصغار بقصرية تحت شرفة رئيس مجلس الوزراء ووصل به الأمر بعد أن ظل معتصماً لأكثر من شهر لمطالبته بتعليم أبنائه ولم يستجد أي شيء، حضر المواطن صباح أمس بمجموعة من حبال الشنق وأقام مقصلة للإعدام وغطي وجهه هو وأبناءه برداء الشنق الأحمر اللون. حضر المواطن وطالب أمام الفضائيات الدول التي وصفها باحترام حقوق الإنسان بحق اللجوء السياسي لأمريكا أو أي دولة من دول العالم الثالث تحترم حق الإنسان في التعليم، وقال «بقالنا 32 يوم علي الرصيف ومحدش سأل فينا، لو كنا كلاب كان حد عبرنا» وظل يردد المواطن: «يا بدر يا غدر.. أنت كده بتلعب بالنار»! نماذج أخري كانت في انتفاضة المتظاهرين أمس أمام البرلمان منهم عجوز ملابسه مهلهلة يدعي «محمد شيخون» كان يعمل في شركة الأتوبيس العامة للوجه القبلي وظل يهاجم وزير المالية يوسف بطرس غالي الذي صرف له معاش 200 جنيه بعد عمل لأكثر من 17 عاما، حيث خرج معاشاً بعد إصابته بأمراض تمنعه عن العمل بشهادات طبية ولكن الوزير صمم أن أحصل علي معاش بعد إتمام ال60 عاما، متسائلا: عايزيني ابقي إرهابي ولا اتاجر مخدرات، عندي 4 بنات أشغلهم راقصات! وادعت أميمة منصور علوان أنها أم ل3 بنات ودخلت المستشفي لإجراء جراحة عادية وفوجئت بسرقة رحمها.