وصل إلي القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد وفد سوداني رفيع المستوي برئاسة الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني قادمًا من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق يومين. يضم الوفد الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني وإدريس عبدالقادر القيادي بالمؤتمر الوطني. ويجري الوفد السوداني خلال زيارته مباحثات مع صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والوزير عمر سليمان وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية. وستتناول المحادثات تطورات الأوضاع علي الساحة السودانية خاصة بعد الانتخابات الأخيرة في البلاد كما يبحث الوفد السوداني التنسيق مع مصر بشأن التحرك خلال الفترة المقبلة بعد توقيع أربع دول من حوض النيل علي اتفاقية بشأن تقاسم المياه بين دول الحوض. وقال كمال حسن علي مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة إن مباحثات المسئولين السودانيين ستتناول أيضًا الأزمة الأخيرة مع حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور بعد أن طالبت الحكومة من «الانتربول» باعتقال خليل إبراهيم الموجود في القاهرة تمهيدًا لمحاكمته. كما وصل القاهرة أمس الصادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض في زيارة تستغرق يومين، وأشارت مصادر داخل الحزب بالقاهرة إلي أن المهدي يمكن أن يلتقي مع قيادات حركة العدل والمساواة المتواجدة في القاهرة خاصة أن هناك اتصالات من المهدي مع المتمردين بشكل مكثف بعد انتهاء الانتخابات التي تمت الشهر الماضي. وعلي صعيد الوضع الداخلي اعتقلت الحكومة زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي مساء السبت بعد مرور شهر علي أول انتخابات تعددية منذ 24 عاما حسبما أعلن سكرتيره الخاص عوض بابكر . وقال بابكر لوكالة الأنباء الفرنسية «إن قوة من جهاز الأمن والمخابرات حضرت في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح وأخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومة. وبعد أن كان الترابي من المقربين للرئيس عمر حسن البشير في التسعينيات أصبح من أشد منتقديه، ووصف الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها البشير بأنها مزورة. وفي اتصال هاتفي مع البي بي سي أكدت وصال المهدي زوجة الترابي أن عناصر من الأمن السوداني اقتحمت منزله في العاصمة السودانية الخرطوم بعد منتصف ليل السبت واقتادته إلي مكان مجهول. وقالت إن زوجها ربما اعتقل لإدلائه بمقابلة صحفية لصحيفة «أخبار اليوم» السودانية المستقلة اتهم فيها السلطات السودانية بتزوير الانتخابات الأخيرة لصالح حزب الرئيس عمر حسن البشير. وقالت زوجة الزعيم السوداني المعارض إن قادة حزب المؤتمر لم يجتمعوا بعد لدراسة الخطوة المقبلة بعد اعتقال الترابي مشيرة إلي أن أسرته ستتصل بإدارة الأمن السياسي في الخرطوم بحري لتري أين تم اقتياده. ولم تؤكد السلطات السودانية حتي الآن اعتقال الترابي، وسبق اعتقال الترابي عدة مرات منذ خلافه مع البشير وتأسيس حزب. علي صعيد آخر رهن ممثل حركة العدل والمساواة بالقاهرة محمد حسين شرف توقف الحرب الدائرة مع الحكومة السودانية في دارفور باستجابة الحكومة لمطالب حركته خاصة أن السلام هو الخيار الأول والاستراتيجي لدي الحركة. وكشف شرف في تصريحات ل«روزاليوسف» عن أن حركته طلبت من مصر التدخل لدي حكومة الخرطوم لإيجاد مخرج للوضع المتعثر، مشيراً إلي أن خروج «العدل والمساواة» من منبر الدوحة ليس سوي وسيلة ضغط فقط للتوصل للإصلاحات المرغوبة. وأوضح أن تفاوض الحكومة السودانية مع أي فصيل آخر غير العدل والمساواة في دارفور غير مجد.