بعد سلسلة طويلة من الرفض والتأجيلات افتتح مؤخرا علي خشبة مسرح الطليعة عرض "الحادثة اللي جرت" للمؤلف محمد أبو العلا السلاموني ، بطولة ولاء فريد وفاروق عيطة وإخراج ماهر سليم وذلك بعد اعتذار ريهام سعيد ومحمود مسعود، وكان هذا العرض قد تعرض لحالة من الجدل طوال الفترة الماضية بسبب القضية التي يتناولها وهي المشاكل التي تتعرض لها أسرة مصرية عاشت في أمريكا خلال فترة وقوع حادثة 11 سبتمبر، كما يدين العرض الإخوان المسلمين إدانة مباشرة في ارتكاب هذه الحادثة ، فعن العرض وتعرضه للإخوان بهذه الجرأة أكد السلاموني مؤلف العمل قائلا: الرقابة لم تعترض علي أي شيء بالعرض ولم تقف عقبة أمامه علي الإطلاق كما أشيع خلال الفترة الماضية وما تم حذفه من المسرحية كان مراعاة للعامل الزمني، لأن المسرحية كانت ستستغرق 3 ساعات كاملة ، فحتي نكسر الملل قررنا اختزال أجزاء منه، أما فيما يتعلق بمسألة مرور وقت طويل علي هذه الأحداث ففي رأيي أن المسرح غير مرتبط بزمن وقوع الحدث وأنه عادة لم يتحدد بالمناسبات خاصة أن هذا الحدث من الأحداث الكبيرة التي تترك خلفها آثارا فادحة تمتد لسنوات طويلة فالمشاكل التي خلفتها هذه الحادثة مازالت قائمة حتي الآن لأنه في النهاية لم تكن الحادثة هي رسالة العرض فهي لا تعنيني لكن ما يعنيني نتيجة هذا الحادث . ويضيف: بالطبع أدين الإخوان المسلمين في هذا العمل وعندما كتبت المسرحية لم أفكر في الخوف من هجوم الإخوان لأن في النهاية المؤلف المسرحي يكتب ما يمليه عليه ضميره وهذه هي رسالة الكاتب فما يحكمني في كتابة أعمالي هو ضميري الأدبي فلابد أن أوضح للمجتمع دائما الحقائق الغائبة عنه . مخرج العرض ماهر سليم يقول: الرقابة لم تعترض علي العرض لكن فقط طلبوا من قبل حذف جملة شعرية للشاعر محمود جمعة تقول "هنفتشكوا هنفركشكو... اشكوا ما تشكوا" وتم حذفها بالفعل لكن باقي الأجزاء التي تم حذفها من النص الأصلي كانت طويلة للغاية وبعضها كان يحمل عبارات رنانة مما جعلني أخفف منها إلي جانب أن النص كان سيستغرق ثلاث ساعات متواصلة ففكرت أن أستعيض عن الأجزاء المحذوفة، بأشعار بيرم التونسي ومحمود جمعة. وعن الهجوم علي الإخوان المسلمين أضاف: بالطبع العرض يدين الإخوان إدانة واضحة فالبطل في النهاية يكتشف أن إخواته الاثنين لهما يد واضحة في الحادث ولهم علاقة وطيدة بالولايات المتحدةالأمريكية فنحن لم ندين أو نتعرض فقط لمرتكبي الحادث لكننا نناقش فكرة صناعة أمريكا لهذا الإرهاب بأيديها ثم تأتي بعد ذلك وتحاربه، خاصة أنني أذكر أن الإخوان المسلمين في عهد مضي أي منذ بدايتهم بدأوا بشكل مختلف تماما عن الشكل الموجودين عليه حاليا فهم مثلا كانوا يقدمون أعمالاً مسرحية فنية ورومانسية عكس الشكل الذي أصبحوا عليه حاليا ، وبصراحة لم نفكر في مسألة هجوم الإخوان علي العرض لأننا في النهاية نطرح قضية هامة ونتناول كل جوانبها وحتي الآن لم يأتنا تعليق منهم . ويقول: لم يتم عمل كل الدعاية الخاصة بالعرض وقد وعدنا الدكتور أشرف زكي بأن هناك مجموعة من الإعلانات سوف تنزل قريبا عن العرض، إلي جانب شرائح الإعلانات الموجودة بالصحف وأفيش العرض الذي رأيت أن يكون عبارة عن مجموعة من قصاصات الصحف لأن المسرحية تتناول "حادثة" والحوادث دائما مرتبطة بالصحف فأخذنا فكرة الجريدة لأنها إحدي الوسائل الهامة في نشر الحوداث ووضعنا الممثلين بشكل وكأنهم مشاركون في صنع هذا الحادث. وعن مسرح الطليعة يضيف: الحقيقة مسرح الطليعة اختلف تقنيا بقاعتيه "زكي طليمات" و"صلاح عبد الصبور" عما كان عليه من قبل فبعد تجديده أصبح أفضل كثيرا وهذا سيكون مريحا لنا في العمل بالعروض القادمة.