كثيرة هي الرسائل التي تضمنها خطاب الرئيس مبارك في الاحتفال بعيد العمال.. بعضها سبق أن وجهه الرئيس مبارك في كلمته بمناسبة ذكري عودة سيناء كاملة بما فيها طابا إلي مصر، مثل تأكيده علي عدم التفريط في أمن الوطن والمواطنين والمساومة عليه واستمرار الإصلاح السياسي بخطوات متدرجة محسوبة تراعي خصوصيات مجتمعنا وتضمن ألا يتحول التفاعل السياسي الحالي الذي يعبر عن حيوية المجتمع إلي فوضي تحمل معها مخاطر انتكاس مسيرة هذا الإصلاح.. وبعض هذه الرسائل خص به العمال في عيدهم مثل مطالبة الحكومة بمراجعة التشريعات الحاكمة للعلاقة بين العمال وأرباب الأعمال بما يضمن أن تكون هذه العلاقة عادلة حيث تؤدي الشركات التزاماتها الاجتماعية وتوفر للعاملين الضمانات القانونية التي تحافظ علي حقوقهم المالية في حالة تخارج الشركات. لكن يبقي أهم رسالة تضمنها خطاب الرئيس مبارك في احتفال عيد العمال هي تلك الرسالة التي أكد فيها أنه الآن أقوي عزما وأشد تصميما من أي وقت مضي ألا ترتد حركة مجتمعنا وأنه لا بديل للمضي إلي الأمام واثقين في أنفسنا موقنين بمستقبلنا. هذه الرسالة تعني أن الرئيس مبارك أكثر عزما علي قيادة البلاد لتعبر إلي المستقبل بقوة وحتي تحقق الإصلاح المنشود في كل مجالاته.. إصلاح اقتصادي واجتماعي وسياسي. وسوف يستمر الرئيس منحازاً دائما للعمال ولكل الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.. هكذا قال في خطابه تحديدا. «ستجدونني دائما إلي جانبكم منحازا إلي قضاياكم وحقوقكم ومصالحكم، متصديا لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق». «سوف أظل متمسكا وحريصا ومدافعا عن حصول العمال علي أجور عادلة ومعاشات مناسبة بعد التقاعد». «الفقراء في قلب تحركنا نحو الانطلاقة الجديدة». «التلازم بين النمو الاقتصادي والعدل الاجتماعي هدفنا.. والتزامنا ثابت تجاه العمال والفقراء ومتوسطي الحال. إذن.. الرئيس مبارك مستمر في قيادة البلاد بذات انحيازاته للفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، ومدافعا عن مصالحهم وعن حقوقهم المشروعة.. ولذلك تحدث عن أعمال مطلوب إنجازها خلال السنوات المقبلة، وتكليفات للحكومة يجب أن تؤديها خلال السنة المقبلة، والتي تعد سنة مهمة في حياة مصر والمصريين لأنها سنة الانتخابات بكل أنواعها، شوري وشعب ورئاسية. وأعتقد أن ذلك يحمل رسالة تطمين واضحة لكل المصريين، الذين حاول البعض خلال الشهور الماضية إثارة قلقهم علي المستقبل السياسي لمصر، مستثمرين مناخ الحراك السياسي الذي تشهده البلاد حاليا، وهو الحراك الذين طالب الرئيس مبارك المشاركين فيه بالالتقاء علي كلمة سواء «نرتفع فوق الشعارات والمزايدة، ندرك تطلع العمال والفلاحين وكل الفقراء ومتوسطي الحال للعيش الكريم ونحمي استقرار المجتمع». لذلك.. تعد هذه الرسالة أهم الرسائل العديدة والمتنوعة التي تضمنها.. فالرئيس مبارك معنا يقود البلاد بعزم أقوي وتصميم أشد ليس فقط لحماية مجتمعنا من أي انتكاسات اقتصادية وسياسية، وإنما للمضي قدما إلي الأمام لتحقيق ما نصبو إليه جميعا من مستوي معيشي لائق، وحياة سياسية تخطو خطوات واثقة نحو إنجاز الإصلاح السياسي المنشود.