ظهر مصطلح "غسيل المخ" في علم النفس في الخمسينيات من القرن الماضي، وحظي المصطلح باهتمام كبير في أمريكا فأنشئت لجنة لغسيل المخ بالجمعية النفسية الأمريكية، ثم انتقل المصطلح إلي الجماعات العقائدية التي كانت تستقطب الشباب الأمريكي وتغير توجهاتهم ونسقهم القيمي والعقائدي الذي ينتمون إليه، بهذه المقدمة التاريخية للمصطلح، بدأ الدكتور صفوت فرج أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، إدارة الندوة التي نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس الأعلي للثقافة بعنوان "غسيل المخ بين الواقع والخيال" وشارك فيها الدكتور محمد نجيب الصبوة أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة. تحدث الدكتور محمد نجيب الصبوة قائلا: يحدث "غسيل الدماغ" عبر وسائط لتغيير الأفكار في فترة زمنية قصيرة، وهناك أفراد غير قابلين لغسيل الدماغ حتي لو ماتوا، ويتسم الضحايا بعدة سمات منها: قلة العلم، والقابلية للإيحاء، وضعف الثقة بالنفس، والعجز عن اتخاذ القرار، والحاجة للمساندة، والخواء الديني والروحي، وبعد أفكارهم عن الواقعية، والكارهون لأسرهم ومجتمعاتهم، مثل أطفال الشوارع لدينا التي تعد قنابل موقوتة في حال تعرضهم لغسيل الدماغ، فهم يعيشون حالة من الاغتراب والسلبية ويتصورون أن الحياة ينبغي أن تكون فردوسا، فيسهل إقناعهم بوجود حلول خيالية سعيا وراء حياة أفضل. الشخص الذي يتولي غسيل الدماغ يتسم بعدة صفات منها: التطرف وضيق الأفق، وعدم التسامح والهوس، والنظرة المثالية المتطرفة للذات التي لا تخطيء بنظرهم ولا يعترفون بعيوبهم وأخطائهم، وضعف الوازع الديني والأخلاقي ولا يتعلمون من أخطائهم وليس لديهم نفس لوامة، ويعانون من خبرات الفشل في حياتهم ويعكس تاريخهم بالفشل التلذذ بإيقاع الألم بالآخرين، ويؤمنون بأن التاريخ سوف ينصفهم مثلما أدعي الرئيس بوش والرئيس العراقي الراحل صدام حسين.