أثار نشر روزاليوسف للوثيقة الإخوانية التي أعدها الجناح السياسي لجماعة الإخوان المحظورة لتمثل الرؤية الاستراتيجية للجماعة في علاقاتها بالأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، أزمة بين قيادات الجماعة، إذ راح بعضهم يشكك في بعض ويقول انه كان سببا في تسريب الوثيقة، واللافت أن احد هذه القيادات سال محرر روزاليوسف عن مصدره بدعوي أن الأخبار المجهلة تكون مصداقيتها اقل، فرد عليه" تعلم كما اعلم جيدا مصير الشخص حالة الإفصاح عن هويته كما تعلم جيدا دقة ما جاء بها»، فلم يجد غير أن يقول انها ربما تكون رؤية لأفراد بأعينهم دون باقي الجماعة. وقالت مصادر قريبة من مكتب الإرشاد لروزاليوسف إن رجال محمود عزت نائب المرشد ومحرك مجموعة القطبيين المسيطرة علي الجماعة هم الذين وضعوا الوثيقة، غير أن بعض الأصوات في قيادة الجماعة يتقدمهم محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد رأت ضرورة التواصل مع الأحزاب السياسية حتي ولو جاء الحوار شكليا بحيث يسهم ذلك في تحسين صورة الجماعة بعد ما لحقها من تشويه بسبب الانقلاب الداخلي الأخير، الذي أسفر عن استبعاد القيادات المخالفة من الجماعة مثل عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب ومهدي عاكف، إضافة إلي عمل زخم إعلامي حول الجماعة قبيل الانتخابات تظهر خلاله القيادات الإخوانية في صورة "الساعين للحوار" مع الجميع. المصادر أشارت إلي أن دعاة مواصلة الاندفاع في العمل السياسي برروا موقفهم بأن التقوقع والانغلاق التنظيمي اللذين تطالب بهما غالبية أصحاب القرار سيفقدان القيادة مصداقيتها داخل الصف الذي يطالب بالصدام مع الحكومة ، إضافة إلي كونهما سيرتبان خلافات كثيرة مع فروع التنظيم في الخارج، التي بدأت نشاطا منسقا لاختراق البرلمانات في دولها. وفي السياق نفسه نوهت المصادر إلي أن القيادة الجديدة للجماعة رفضت الحديث حول برنامج الحزب في الوقت الحالي وحذرت من خطورة الانجراف في العمل السياسي بشكل كبير علي وحدة الصف الإخواني التي تعمل منذ توليها علي تدعيمها وتلافي آثار التصدع الذي أعقب خروج حبيب وأبو الفتوح وعناصر كثيرة من المحافظات.