منذ أسبوع احتفل المجلس الأعلي للآثار في ساحة تمثال أبو الهول بمنطقة الأهرامات بيوم التراث العالمي للتوعية بمناطق التراث المصرية المسجلة في منظمة اليونسكو.. وقد حضر الحفل العديد من المسئولين المصريين، والسفراء الأجانب، وكبار علماء الآثار العالميين والمصريين، بالإضافة إلي نخبة من رموز الثقافة المصرية.. وأمام هذا الحشد الهائل أصدر الدكتور زاهي حواس تصريحا مختصرا دون تفاصيل يخص التواجد التاريخي للجمال والأحصنة في منطقة الأهرامات وأبي الهول، ضمن كلمته عن الآثار المصرية. وقال حواس أن اختيار منطقة أبي الهول أمام الأهرامات لإقامة الاحتفال هذا العام كان بسبب الأهمية الكبيرة لتلك المنطقة (مشيرا الي أنه سيتم خلال العام الجاري منع دخول الخيول والجمال وغيرها الي منطقة الأهرامات ونقلها الي المنطقة الصحراوية المحيطة).. وهذا هو التصريح المختصر المنتظر المأمول في تحقيقه.. هل سيحدث هذا فعلا؟ وهل من الممكن أن يتحقق هذا الحلم بخلو منطقة الأهرامات من هذه الحيوانات بنهاية هذا العام؟ وهل ينقشع هذا الكابوس الذي طالما أرقني في كل مرة أذهب فيها لزيارة الأهرامات منذ كنت طفلة وحتي الآن عندما آخذ بنتي معي لزيارتها؟ لم أفهم أبدا علاقة الأهرامات بالجمال والخيول.. ولطالما تساءلت هل توجد علاقة ما بين آثار الفراعنة وأهراماتهم، وتلك الحيوانات التي تعيش في المنطقة؟ والذي كان يجعلني أصمت دائما هو كل إعلانات وصور السياحة المصرية التي يظهر فيها الجمل أمام الأهرامات!! ويكون الجمل وصاحبه الذي يركب عليه في مركز الصورة ومقدمتها وخلفه الأهرامات كلها أو أحدها في خلفية الصورة.. مما يجعلني أكتم تساؤلاتي داخلي وأقول لنفسي: هل يقوم المصور بتصوير الجمل وصاحبه أم الأهرامات؟ ولكن تلك الصور كانت تؤكد لي أنه من غير الممكن أبدا أن تنفصل الجمال والخيول عن الهرم مهما حدث! وكما لا يمكن أن نصدق أن الدروس الخصوصية ستتلاشي، أو أن السيارات في شوارع القاهرة ستقل إلي نصف عددها الحالي، أو أن برامج التوك شو ستختفي، أو أن الأسعار ستقل مع زيادة الدخول؛ كذلك أيضا لا يمكن أن نصدق أن الخيول والجمال ستختفي من منطقة الأهرامات قبل حلول 2011!! لقد تمكنت السلطات من منع المصريين من دخول منطقة الأهرامات في بعض أيام الإجازات الرسمية، فهل تتمكن من منع دخول الحيوانات من المنطقة ذاتها في كل أيام العام؟ طبعا - بمجرد صدور أي قرار رسمي - سيبكي أصحاب الخيول والجمال الذين يعملون في المنطقة وقد توارثوا المهنة عن جدود جدودهم.. بل ويحتفظ كل منهم بصور أجداده في الإعلانات السياحية والهرم خلفهم كدليل قانوني علي أحقيتهم الكاملة في المنطقة.. وسوف تجري بعض الفضائيات لتصور بؤس هؤلاء الذين أصبحوا بلا عمل وتصور ظلم السلطات لهم لأنهم مساكين وليس لهم مورد رزق آخر.. وستأخذ بعض الصحف نصيبا في هذا أيضا.. ثم يقوم أصحاب الجمال والخيول بافتراش ساحة الهرم ومعهم أولادهم والقيام بمظاهرة مفتوحة ليعودوا نرجو أن تتم دراسة الأمر بجدية وعدل وإيجاد حلول نهائية وواقعية وعملية تضمن لهؤلاء حياة كريمة وللقرار تنفيذا قاطعا.