تكثف مصر استعداداتها الدبلوماسية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي، الذي يعقد بالأممالمتحدة في 3-28 مايو المقبل. وقال حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن مصر تهدف من هذا المؤتمر إلي الخروج بنتيجة إيجابية فيما يتعلق بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأضاف إن العام 95 شهد صدور قرار يتعلق بالتمديد اللانهائي للمعاهدة، ومصر تري أن الوقت حان للبدء في التنفيذ. وأضاف زكي إن مصر تجري اتصالات منذ فترة طويلة، وأن الوضع الإقليمي والدولي حاليًا يتيح مرونة في مواقف جميع الأطراف، لكن الفيصل هو في المواقف التي سيتم اعتمادها خلال المؤتمر.. وأشار إلي أن إسرائيل تحاول تفادي الضغوط التي تمارسها مصر في هذا الموضوع، وتسعي إلي التهرب من الاستحقاق الرئيسي وهو انضمامها للمعاهدة. في السياق ذاته أكد مبعوثون بالأممالمتحدة أن إسرائيل قد تتعرض لضغط جديد خلال الاجتماع، في الوقت الذي تفكر فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في مساندة دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. ويناقش المؤتمر المعاهدة المتعثرة التي قال محللون: إن مصداقيتها تضررت بعد احجام القوي النووية الكبري عن التخلص من ترساناتها ومن البرنامج النووي لكل من إيران وكوريا الشمالية ومن عدم توقيع دول تملك أسلحة نووية مثل الهند وباكستان وإسرائيل التي يعتقد أنها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وقال دبلوماسيون غربيون إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن قد تكون مستعدة لتأييد عقد مثل هذا المؤتمر دون أن تعطيه صلاحية تفاوضية. وأكدوا أن مساندة الدول الدائمة الخمس في مجلس الأمن وهي أيضًا الدول النووية الرسمية بموجب المعاهدة سيضمن حصول الخطة المصرية علي تأييد واسع الشهر المقبل. وأشار مبعوث غربي إلي أن إصرار مصر علي عقد مؤتمر له صلاحيات تفاوضية هو «نقطة الخلاف» الرئيسية بينما عبر آخر عن أمله في أن تقبل مصر بحل وسط خلال المفاوضات المكثفة التي تجري في الأسابيع المقبلة. وقال مصدر دبلوماسي مصري مضطلع بالأممالمتحدة إن حجر العثرة هو عزوف إسرائيل عن المشاركة في المؤتمر، وأضاف أننا نريد من الإسرائيليين أن يجلسوا إلي المائدة وأن يتفاوضوا. ونحن مرهونون بشأن مكان المؤتمر وشكله العام مضيفًا إن إحدي الأفكار المحتملة جعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مشرفًا عليه. ولم يكن لدي البعثة الإسرائيلية في الأممالمتحدة تعقيب علي الاقتراح المصري، لكن دبلوماسيًا إسرائيليًا قال إن بلاده ستكون مستعدة لمناقشة قضايا مثل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية إذا أقر السلام في الشرق الأوسط. وقال عدد من الدبلوماسيين إن مصر أوضحت أنها تضع إسرائيل علي رأس أولوياتها لا إيران وهددت بمنع المؤتمر الخاص بمعاهدة حظر الانتشار النووي الذي يعقد الشهر المقبل من التوصل إلي أي اتفاقات إذا لم تحصل علي ما تريد بشأن إسرائيل، وتتخذ القرارات في ذلك المؤتمر بالإجماع.