أحدثت طفرة بالتفاعل الايجابي بين الأستاذ الجامعي والمجتمع فأنشأت أول مركز ثقافي لتعلم اللغة الفرنسية بالمحافظات وكانت أول مصرية تدّرس اللغة الفرنسية بجامعة الجزائر ولنشاطها الثقافي المتميز منحتها فرنسا وسام «الاستحقاق الوطني». إنها د. فريدة محمد محمود النجدي، بدأت مشوارها العملي بعد تخرجها في كلية البنات بجامعة عين شمس قسم اللغة الفرنسية ثم تزوجت د. عفاف أحمد صبري الأستاذ الجامعي وسافرت إلي سويسرا عام 1965م لعمل معادلة ليسانس بجامعة «لوزان» لتحصل بعدها علي شهادة الدكتوراه من جامعة «السوربون» بفرنسا عام 1974 وأنجبت أبناءها «عمرو» الذي تخرج في جامعة «بلومنجتون» بالولايات المتحدةالأمريكية و«طارق» الحاصل علي دبلوم اللغة الانجليزية من المركز الثقافي البريطاني وبحكم عمل زوجها بالجزائر حيث إنه أول من قام بتعريب المناهج الفرنسية بمادتي الرياضيات والطبيعة النظرية، عملت هناك كأستاذة لمادة اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة الجزائر، فترة عامي 75 و76 وكانت أول مصرية تدرس الفرنسية هناك، ثم تم انتدابها للتدريس عام 77 و78 بكلية الآداب جامعة عين شمس لتحصل علي درجة الماجيستير في الآداب ثم تعين مدرساً مساعداً بكلية الآداب بجامعة الزقازيق عام 79 فهي أحد مؤسسي القسم. علي الجانب الآخر حصلت علي درجة الدكتوراه الدولية مشتركة بين جامعتي الزقازيق و«سانت اتيان» الفرنسية، وهي أيضا المسئولة عن تنفيذ برنامج التعاون التعليمي والثقافي المشترك بين مصر وفرنسا باعتبارها من أوائل الذين تعاونوا في إبرام الاتفاقيات الثقافية العلمية بين جامعة الزقازيق والجامعات الأجنبية ومنها جامعة «ليون» و«سانت اتيان»، كما ساهمت بدور إيجابي وفعال في رفع المستوي اللغوي للمعيدين الذين تلقوا دورات مكثفة في اللغة بفرنسا لمدة تتراوح بين 4 إلي 5 سنوات وكان لها الإشراف العلمي علي الدورات التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة لتحديد مستوي الطلاب الدارسين وسافرت إلي فرنسا في إطار الإشراف المشترك علي رسائل الدكتوراه للدارسين المصريين بالبعثات بالخارج لتميزها الشديد ومنحتها سفارة فرنسا بالقاهرة وسام الدولة الأكاديمي من طبقة «فارس» عام 93 . كانت أول من طرح فكرة انشاء مراكز ثقافية بالمحافظات، كما نجحت في انشاء أول مركز ثقافي في تعليم اللغة الفرنسية بمدينة الزقازيقبالشرقية وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي للتعاون العلمي. تم اختيارها للعمل كمديرة للمركز منذ عام 95 وحتي الآن، وتدرجت د. فريدة في الوظائف الإدارية بالكلية من رئيس قسم اللغة الفرنسية إلي وكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث وقامت بالإشراف علي عدد كبير من رسائل الماجيستير والدكتواره في مجالات الأدب الفرنسي والمقارن واللغويات للدارسين من جامعة الزقازيق والمنصورة والمنوفية . حصلت د.فريدة النجدي علي وسام «ضابط» من الحكومة الفرنسية عام 98 ثم وسام «الاستحقاق الوطني» بدرجة «كومندوز» من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسلمها الوسام نيابة عنه سفير فرنسا بالقاهرة كما تسلمت درع محافظة الشرقية من المحافظة ودرع جامعة الزقازيق من رئيس الجامعة د. محمد عمر وفي عام 2004 حصلت علي جائزة الجامعة التقديرية في الآداب من جامعة الزقازيق. ثم مثلت مصر في المؤتمر الثاني عشر لأساتذة اللغة الفرنسية بالبرازيل والمغرب ول د. فريدة حوالي «9» أبحاث تم نشرها بالدوريات العلمية حول أبرز مشاكل وقضايا المرأة في المجتمع، نظرية القصة الحديثة في الأدب، وإلي جانب كل ما سبق كان لها السبق بعمل أول قاموس مصري فرنسي عربي والعكس باللغة العربية الفصحي بعد أن كثفت دراستها وجهدها بالبحث مستعينة بالمعجم الوسيط وذلك فتر 20 عاما وقامت مؤسسة دار المعارف بنشره عام 2009 وخاصة أن أبرز القواميس وأشهرها لبنانية وسورية وبها العديد من الألفاظ والمصطلحات غير المتداولة في مصر.