عاشقة تراب الوطن حتي النخاع طوعت دراستها بقسم اللغة الفرنسية لخدمته من أجل رفعة شأنه فكانت أول ملحق ثقافي نسائي يمثل مصر في فرنسا، من عاصمة النور والجمال صنعت جسراً إلي أرض الكنانة دعامته الأدب والثقافة فكرمها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بوسام الدولة الأكاديمي وكانت لها الريادة في مشروع تصدير الفكر العربي إلي العالم بلغات مختلفة إنها د. حنان بهي الدين منيب والتي تزوجت مبكراً وتخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الفرنسية جامعة عين شمس ولتفوقها تم تعيينها كمعيدة عقب التخرج مباشرة عام 1981 م وقامت بعمل الماجستير في الترجمة الفورية والتحريرية، ثم حصلت علي الدكتوراة عام 1992 م بعد سفرها لبعثة إلي جامعة السوربون بفرنسا وكانت أول رسالة دكتوراة تجمع بين اللغة والأدب الفرنسي والترجمة هذا إلي جانب عملها بالترجمة بأشهر المنظمات الدولية المتخصصة مثل اليونسكو وكانت د. حنان أصغر رئيس مجلس إدارة وقتها ولنشاطها البارز في المجال اختارها الدكتور مفيد شهاب كملحق ثقافي للسفارة المصرية بفرنسا وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب الإداري الدولي بمراسلة الأساتذة المشرفين علي الدارسين وفعلت العلاقة بين الطالب والأستاذ ونجحت في الحصول علي منح من صندوق وزارة الخارجية الفرنسية للراغبين في تعلم اللغة الفرنسية من الفرنسيين بالجامعات المصرية وكذلك دراسة الدين وحوار الثقافات كذلك منح لطلاب الأزهر لدراسة مقارنة الأديان الثلاثة بفرنسا فضلاً عن منح قصيرة للاطلاع المكتبي فترة شهر وعمل دورات تأهيلية للمدرسين بالمدارس التجريبية المصرية بفرنسا. كما خصصت يوماً رياضياً وثقافياً واجتماعياً، وكل ذلك خلال 3 أعوام بعد ذلك تم اختيارها للعمل كمستشارة لرئيس جامعة «روان» بمدينة «نورماندي» بفرنسا للشئون الأكاديمية والثقافية ومن خلال هذا المنصب قامت بعمل العديد من المشاريع الثقافية لخمس دول عربية منها مصر والإمارات واليمن والسعودية وحصلت علي ترخيص دولي لشئون الأكاديمية الثقافية الأوروعربية، وكرمها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بوسام الدولة الأكاديمي من طبقة «فارس» وذلك لمجهوداتها المتميزة في العلاقات الثقافية والأكاديمية والفكرية عملت كمستشارة لرئيس معهد العالم العربي بباريس للشئون العربية وتم اختيارها للتدريس بجامعة السوربون لمادة الترجمة واللغويات ثم عملت كأستاذ محاضر بمركز اللغات والحضارات الشرقية التابع لوزارة التربية والتعليم الفرنسية اختارها رئيس هيئة الكتاب السابق د. نصر الأنصاري للعمل كمدير تنفيذي لمشروع جديد أطلقته الهيئة المصرية العامة للكتاب وكان الأول من نوعه في العالم تحت عنوان «تصدير الفكر العربي مترجماً إلي اللغات المختلفة وأخذت علي عاتقها فتح سوق تصدير الشراكة المصرية الأوروبية بعد الرفض الشديد لدور النشر الأجنبية بسبب المحاولات الفردية السيئة. إلا أنها طرقت جميع الأبواب مستفيدة من علاقاتها السابقة كملحق ثقافي وشيئاً فشيئاً بدأت محاولاتها تثمر وترجمت إلي الفرنسية أول كتاب تحت عنوان «العرب في مواجهة العدوان» ل. د. وحيد عبد المجيد ومسرحية 11 سبتمبر لمحمد أبو العلا السلاموني، فضلاً عن مقتطفات شعرية لمحمد عفيفي مطر وغيرهم ترجمت د. حنان حوالي 50 كتاباً تم إصدار معظمها والباقي تحت الإصدار . وتشير إلي أن ترجمة الكتب العربية إلي لغات مختلفة بمثابة رسائل سياسية ثقافية فكرية للدفاع عن هويتنا الدينية والثقافية والفكرية غير المتطرفة للغرب ولنجاح هذا المشروع فازت هيئة الكتاب بجائزة الملك عبد العزيز آل سعود ، وذلك ما بين 23 دولة مشاركة. كما كان للدكتورة حنان السبق في تأسيس برنامج النشاط الثقافي الدولي بمعرض الكتاب العام الماضي عقب عودتها إلي أرض الوطن بعد غياب دام حوالي 10 سنوات بفرنسا وتم المشروع بمجهودها الشخصي وبدأ النشاط ب8 محاور دولية مصرية أوروبية ب67 مداخلة أوروبية بعمل محاضرات وندوات أما هذا العام فكان عدد المحاور 15 محوراً و 150 مداخلة من 92 أجنبياً من جميع أنحاء العالم وتحت عنوان «حوار الثقافات الأوروعربية» كما حصلت أيضاً علي ميدالية القدس عاصمة للثقافة العربية من فلسطين «ووسام التميز» لأفضل ملحق ثقافي عربي من جمعية رجال الأعمال المصرية الفرنسية بباريس وميدالية رابطة القلم الدولي وللدكتورة حنان العديد من المؤلفات باللغة الفرنسية وعددها حوالي 12 إصداراً آخرها كتاب «إيزابيل الزاهدة» وفي النهاية تدين د. حنان منيب بالفضل لمعلمها الروحي د. نصر الأنصاري رحمه الله ووالدها الذي دفعها دوماً إلي الأمام ووقف بجانبها إلي أن وصلت إلي ماهي فيه.