عثر مجموعة من علماء الفلك علي بقعة فراغ في الفضاء بعرض ما يقارب من مليار سنة ضوئية. وتخلو هذه البقعة من كل من "المادة العادية" مثل المجرات والنجوم، وكذلك من "المادة المظلمة" الغامضة والتي لايمكن رؤيتها بالتلسكوب. وكانت مسوحات للفضاء، جرت في وقت سابق، قد لفتت الانتباه الي تلك البقعة الكبيرة من العدم، ولكن اكتشافها جاء علي يد فريق من جامعة مينيسوتا الاميركية، حيث تبين ان مساحتها تزيد ألفي ضعف عما كان متوقعا. وقال البروفيسور لورانس رودنيك علي موقعه الالكتروني واصفا البقعة: "إذا تسني لنا السفر بسرعة الضوء، فإن الوصول الي اقرب النجوم في مجرة التبانة سيتطلب عدة سنوات، ولكن السفر من احد طرفي تلك البقعة الي الطرف الاخر سيتطلب مليار سنة". وتبعد البقعة ما بين 6و10 مليارات سنة ضوئية عن الارض. دليل مظلم وتنسجم هذه الاكتشافات مع رصد أضوء في الكون، والذي نال مكتشفوه جائزة نوبل، وهو الاشعاع الذي جاء بعد الانفجار الكبير بحوالي 380 الف سنة ضوئية حين انخفضت حرارة الكون الي درجة أمكن معها تشكل الهيدروجين. ويقول العلماء انه في هذا التاريخ كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا بحيث كانت المادة والضوء ممتزجين وكان الكون مظلما. وقال البروفيسور كارلوس فرنك مدير معهد الحسابات الكوزمو بولتينية في جامعة دورام ببريطانيا: "هذه الدراسة توضح لنا وجود الطاقة المظلمة". الجدير بالذكر انه لم يعرف الي الآن سبب وجود الفراغ، وقال البروفيسور رودنيك: "هذا سيشكل تحديا للذين يبحثون في تطور التركيب الكوني".