عندما تقرأ التحليلات والمقالات المنشورة عن جهاز أبل الجديد: الآي باد iPad فستري نسبة من الجدل واختلاف الآراء ربما لم تشهدها مع جهاز آخر بين أشخاص يرونه فتحا تكنولوجيا جديدا وإنجازا رائعا لشركة أبل لا يقل عن إنجازاتها السابقة وآخرها الآيفون، وبين أشخاص يرونه مليئا بالعيوب والنواقص بحيث لا يتخيلون لماذا يشتريه أي شخص. الآي باد جهاز مشابه لجهاز الآي بود تتش iPod Touch ولكنه أكبر حجما بما يعني أن يعطي شاشة أكبر للقراءة ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو والإنترنت من جهاز الموبايل، وهو كذلك قادر علي الدخول علي الإنترنت لاسلكيا من خلال شبكات الإنترنت الوايرليس أو من خلال شبكات الجيل الثالث للموبايل، وبالطبع ليس فيه كيبورد أو ماوس، وإنما كل الكتابة باستخدام اللمس علي الشاشة، تماما مثل الآي فون. المعترضون علي الجهاز يرونه سيئا جدا لأنه ليس بكمبيوتر ولا يغنيك عن الكمبيوتر وخاصة من ناحية الراحة في الكتابة، كما أنه لا يغنيك عن الموبايل، وهو عبارة عن جهاز إضافي فقط أغلي من «اللاب توب»، وأثقل وزنا من أجهزة الكتاب الإلكتروني (كندل)، وإن كان يعتبر إنجازا من الناحية التقنية لأنه يضع معالجا قويا جدا في سمك قليل وشاشة قائمة علي اللمس. من ناحية أخري هناك طوابير طويلة من الجمهور الذين ينتظرون الجهاز لأنه سيكون خفيفا مقارنة باللاب توب، يمكن التنقل به ببساطة من مكان إلي آخر، ويمكن استخدامه كموبايل مع سماعة علي الأذن، وسيكون الوسيلة الأفضل للبقاء علي اتصال دائم بالإنترنت من أي مكان دون الحاجة لحمل حقيبة اللاب توب دائما. الجهاز في الحقيقة مليء بالمميزات البصرية الساحرة، ويبدو أن أبل بدأت تفهم الجمهور العام بشكل جيد، فالجمهور يبحث عن التجربة الجميلة، عن الإحساس البصري، وسهولة الاستخدام، وهو مستعد ليضحي بالمميزات هنا وهناك حتي يستطيع الحصول علي هذه التجربة، تماما كما هو الحال مع مستخدمي أجهزة آيفون. ولعل المراقب لما حصل في عام 2009 من توالي ظهور الأجهزة الواحد بعد الآخر يستطيع الاستنتاج أن المنتجات الجديدة ستأتي بوفرة أعلي بكثير خلال السنوات القادمة، وسيبقي علي كل شخص أن يحدد بالضبط خياراته حتي يجد الجهاز المناسب له تماما. والبقاء دائما للأفضل