الصمت الأمريكي الإسرائيلي الذي تم الاتفاق عليه بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بعد لقائهما في البيت الأبيض لمدة 90 دقيقة لا يبشر بأي خير للفلسطينيين والقدسالشرقية التي تجري عمليات تهويدها علي قدم وساق وتزرع فيها المستوطنات غير الشرعية دون توقف خاصة أن إعلانا عن بلدية القدس صدر أثناء اجتماع أوباما ونتانياهو بالموافقة علي بناء منازل إسرائيلية جديدة. لا أحد يعرف ماذا دار في لقائهما ولا علي ماذا اتفقا أو حتي علي ماذا اختلفا.. ولكن تجارب العرب التاريخية مع هذا النوع من اللقاءات الأمريكية- الإسرائيلية والذي يتم بعد خلاف يظهر علي السطح بينهما يكاد يميل إلي الحقوق العربية.. خاصة إذا كان يتعلق بالمصداقية الأمريكية. تجارب من النوع المأساوي حيث يتجلي التراجع الأمريكي المنظم عن كل المواقف التي أعلنت وتميل إلي جانب الحق العربي.. اتساقاً مع الشرعية الدولية والقرارات الأممية. تراجع منضبط تدفع إليه ضغوط إسرائيلية علي الإدارة الأمريكية.. مدعومة بكل عناصر قوة اللوبي اليهودي ومنظماته وأعضاء الكونجرس من الحزبين -الأغلبية والأقلية- أصدقاء إسرائيل والمعروفين بمناصرة إسرائيل حتي النهاية. سنعرف بشكل أو بآخر ما تم في هذا الاجتماع وربما من نتانياهو نفسه وربما أيضا في أقرب فرصة.. والذي نصح أعضاء الكونجرس بعدم الحماس لحلول غير واقعية.. وغير الواقعي عند نتانياهو معروف لدينا وفي مقدمته إيقاف عمليات الاستيطان غير المشروع. من ثم.. وقبل أن يحدث ما نتوقعه من تراجع أمريكي منظم ومنضبط.. لابد أن ينتهي الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني وأن يقف الفلسطينيون أنفسهم في نفس صف الدفاع عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وحقه المغتصب والذي لن يتحقق الا بتوقيع حماس اتفاق المصالحة وتفعيله. مرة أخري.. الموقف خطير والوقت لم يعد في صالح الفلسطينيين وحقوقهم المغتصبة في الأرض والحياة.. والعالم كله لم يعد مستعدا لتحمل هذا العبث طويلا.. فالأرض قد ضاعت علي مدي ستين عاما مضت وما تبقي منها يضيع الآن. والله يساعد من يساعدون أنفسهم. [email protected]