من جديد إطار من الحزن خيم علي أسرة موسيقار الأجيال في ذكري مولده، بل تم وأد الاحتفال بالمناسبة ولم تشهد دار الأوبرا المصرية حفلاً واحداً في القاهرة من أجل إحياء تراث عبدالوهاب وعندما تحدثت مع ابنة الموسيقار "عصمت" لاحظت وراء عباراتها نوعاً من العتاب فقد حرصت علي متابعة برنامج الأوبرا خلال هذا الشهر وفوجئت بعدم وجود أي حفل يبعث الروح في موسيقي عبدالوهاب ولم يكن هذا مختلفاً عن الموقف الذي ذكرته لي السيدة "عفت" الابنة الثانية للموسيقار التي فجعت بسبب تجاهل التليفزيون المصري لذكري والدها ففي هذا اليوم لم يذع التليفزيون فيلماً واحداً له لتخليد ذكراه لأنه ببساطة لم يشتر حقوق الأفلام الخمسة التي يمتلكها الموسيقار وفضل أن يتغاضي عن فنه ودوره ويدفن تاريخه في الرمال وأضافت "عفت" إنها كانت تجري وراء موجات البث علي الإذاعة المصرية لتتابع أغان عبدالوهاب وكان يتسلل إليها شعور بالفرح والحب ولكن ما أحزنها أنها شعرت بفقده وأصبحت تشتاق إليه فلماذا ينسي الإعلام المصري الاحتفال بذكري عبدالوهاب ويفرد المساحات لغيره مهدراً قيمة النماء والانتماء اللذين عاش من أجلهما عبدالوهاب إن من لا يعرف قدر عبدالوهاب لا يعرف قيمة مصر الفنية لأنه شيد لها في دنيا الفن نصباً تذكارياً خالداً ساهم في إقامته بالموسيقي والألحان والكلمات.