إيمانا بأهمية التدوين، وارتباط الشباب بالمدونات لما توفره من حرية في التعبير، حيث وصل عدد المدونات في مصر طبقا لآخر إحصائية إلي 200 ألف مدونة، أقام معرض الإسكندرية الدولي الثامن ندوة بعنوان "التدوين مساحة من الحرية"، تحدث فيها شمعي أسعد صاحب مدونة "قصاقيص ورق"، وغادة عبد العال صاحبة مدونة "عايزة أتجوز"، ومحمد البنا صاحب مدونة "من غير عنوان"، وهشام علاء صاحب مدونة "كلام هشام"، وأدار الندوة أحمد عصمت. عن مدونة "من غير عنوان"، أشار محمد البنا إلي أنه كان يكتب في البداية مجموعة من النصائح لأولاده، وعندما زادت كتاباته اقترحت عليه إحدي بناته أن يجرب التدوين، وأن يجمع كتاباته وينشرها في مدونة، مضيفا أنه وجد ردود أفعال سلبية وإيجابية من الشباب علي ما كتبه، ونوّه إلي أن أفضل ما في التدوين هو عدم التخصص في مجال معين وشدد علي ضرورة احترام الآخر فيما يتم كتابته. من جانبها، روت غادة عبد العال قصة مدونتها "عايزة أتجوز" والسبب الذي دعاها إلي إنشائها قائلة: "بعد وفاة أمي كانت العائلة تتمني زواج الابنة اليتيمة الصغيرة من أي عريس، حتي وإن كنت أري أنه غير مناسب، لذا فكرت في طرح هذا الموضوع علي مدونة عام 2006، لأتبادل وجهات نظر مختلفة عن تلك التي أسمعها في المنزل، خاصة أن المدونة تمثل تجربة نحو 25 مليون فتاة في مصر تحلم بالزواج، وبعد نشرها عن دار "الشروق" في كتاب، حدثت حالة من الحراك الإعلامي وتسليط الأضواء علي هذا الموضوع، وجارٍ تحويلها أيضا إلي مسلسل للتيفزيون. وفي ذات السياق، أكد شمعي أسعد صاحب مدونة "قصاقيص ورق" التي بدأت بمجموعة من الأوراق التي كتب عليها أبيات شعرية، أن مساحة الحرية بالإعلام لا تختلف كثيرا عن مساحة الحرية في التدوين، إذ شهدت الفترة الأخيرة تحجيما للحرية في الاثنين. كما أكد هشام علاء صاحب مدونة "كلام هشام"، أن المدونات وسيلة تواصل مع الآخر في جو من الحرية، كما أنها تطرح أفكارا ورؤي متعددة في مجالات مختلفة ليست سياسية بالضرورة، وأضاف أن بعض المدونين أطلقوا "اتحاد المدونين المصريين"، إلا أن رد فعل المدونين لم يكن علي المستوي المأمول، مرجعا ذلك إلي خوفهم من تقييد حريتهم.