الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي كان من أغزر علماء الأزهر علمًا وله العديد من الكتب يدرس بعضها في المعاهد الدينية، ورغم أنه اتسم بملامح طيبة ونبرة هادئة في خطبه الدينية إلا أنه أثار الكثير من الجدل حول بعض المواقف، ورغم اختلاف بعض علماء الأزهر معه في الآراء، إلا أنهم كانوا دائمًا ما يجدون أنفسهم مضطرين لدعمه. ففي أغسطس عام 2003 أصدر طنطاوي الذي وصفه البعض بأنه "شيخ الحكومة" قرارًا بوقف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوي لأنه أفتي بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه وهو ما كان يتماشي مع موقف الحكومة المصرية من غزو العراق. وفي نهاية العام نفسه تصدر اسم الشيخ طنطاوي عناوين الصحف مرة أخري بعد أن أدلي برأيه في مسألة منع فرنسا للحجاب في المدارس عقب استقبال وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وقال طنطاوي إن من حق السلطات الفرنسية منع الحجاب في مدارسها ومؤسساتها الحكومية باعتبار الأمر شأنًا داخليا. وقامت الدنيا ولم تقعد عندما أدلي بدلوه في الجدل السياسي في مصر عام 2007 وأصدر فتوي "جلد الصحفيين". ولم يكد الجدل يتوقف بعد هذه الفتوي إلا وتجدد مرة أخري خريف عام 2008 بعد واقعة مصافحة طنطاوي للرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز خلال مؤتمر لحوار الأديان في نيويورك. وأثار طنطاوي الجدل مرة أخري العام الماضي وهذه المرة حول النقاب الذي منع ارتداءه داخل الفصول الدراسية في معاهد الفتيات وهو الجدل الذي بدأ بعدما أمر تلميذة في المرحلة الإعدادية خلال جولة تفقدية قام بها في أحد المعاهد الأزهرية بخلع النقاب، وقال لها إن النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد. كما اعترض علي ختان الإناث كما أجاز القروض المصرفية ونقل الأعضاء، وظل طنطاوي ملتزمًا طيلة حياته بخط في الدعوة وضعه لنفسه واستقاه مما يدعو إليه الإسلام من تسامح ولين في الخطاب والتوجيه التزامًا بالآية الكريمة "وادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".