يستكمل الدكتور رضا عبد الرحمن تجربته "ناس من حولي 1" التي عرضها عام 2007 في الأردن، في معرض تشكيلي جديد يقيمه في مركز الإبداع بالإسكندرية، بعنوان جديد "ناس من حولي 2". ضم المعرض نحو 24 لوحة استخدم فيها الفنان خامات متنوعة من الألوان كالألوان الزيتية والأكريليك، بالإضافة للرسم بالألوان الباستيل علي الأحبار، كعادته دوما في استخدام أكثر من وسيط في الرسم. اهتم الفنان في معرضه الجديد برسم الأشخاص الذين تناولهم في أوضاع مختلفة، محتفيا بالمرأة في أغلب لوحاته، وتظهر بها إما جالسة مستعدة للرسم، أو تمارس نشاطها اليومي العادي، كما نراها في بعض اللوحات ترتدي ملابس البحر، أو تقف في وضع الاستعداد لالتقاط صورة، ورسم عبد الرحمن الرجل في قليل من لوحاته يجلس بجوار المرأة في وضع جانبي، ليذكرنا بأجداده الفراعنة في رسمهم أشخاصهم من وضع جانبي، علي الرغم من أن أعلي أجسامهم تكون في وضع أمامي. تناول أيضا الفنان البورتريه للرجل والمرأة في بعض لوحاته، غير مهتم بإظهار التفاصيل الدقيقة للوجه، مكتفيا بإظهار تعبيراته المختلفة. كما رسم الفنان العديد من الأشخاص رسما تخطيطيا في "اسكتشات" ذات حجم صغير بخطوط رفيعة علي جسد أشخاص لوحاته، الذين اتخد منهم خلفية للرسم عليها، رسم الأشخاص الفرعية يقفون ويجلسون ويتمايلون في أوضاع وحركات متنوعة علي أجساد لوحاته الأصلين أو متناثرين في بعض الأحيان علي خلفية اللوحة، وكأنهم الأشخاص المحفورة في الذاكرة يخرجون منها لتنعكس علي سطح اللوحة. شملت أيضا اللوحات دراسات لحبات من الفاكهة، أو رغيف العيش، قام الفنان بدراستها ورسمها لتحتل إحدي جوانب لوحاته، يضعها أمام نظر شخصياته مباشرة، فتبدو وكأنها شاغل هؤلاء الشخصيات أي البحث علي لقمة العيش. عن تجربته يقول الفنان رضا عبد الرحمن: هذه التجربة بدأت بمعرض "ناس من حولي" الذي أقمته في الأردن، وفكرت بعد ذلك في تطوير فكرته، فكل عنصر أو موديل يتواجد حوله مجموعة من الشخصيات المؤثرة في حياته؛ ولذلك قمت بإثراء الموديل بإدخال عناصر جمالية عليه، إلي جانب الدراسات التي ظهرت في بعض العناصر غير مكتملة كرغيف العيش، والرمانة، والبصل، والتفاح وغيرها، كما تركت المتلقي يكمل العمل بحريته كما يشاء، حيث بدأت استفيد من موائد القرابين، وزاوجت فيما بينها وبين تجربة "ناس من حولي"، فأدخلتها إلي الأعمال، وشاهدت المعطيات التي تربطنا بالقرابين من عناصر مادية كرغيف العيش، البصل، الرمان...، أي العناصر المستمرة والتاريخ، أما عن رسم الاسكتشات الغالبة علي اللوحات فهي لناس من حولي، أصحابي، وعائلتي، وجيراني.