50 ألف مواطن يعيشون بقريتي عرب أبو ساعد والمنيا بالصف أصبحوا مهددين بالموت إما متأثرين بالأمراض الخطيرة أو تحت أنقاض منازلهم، بسبب الأدخنة المنبعثة من مصانع الطوب والكوك والأسمدة التي تحيط بالقريتين من كل اتجاه فضلاً عن مياه الصرف الصناعي الملوثة التي تغرق آلاف الأفدنة والمنازل، مما اضطر السكان إلي هجر منازلهم بعد أن تحولت إلي مستنقعات تحمل الأمراض والأوبئة وتنتظر الانهيار بين اللحظة والأخري. قريتا عرب أبو ساعد والمنيا تقعان علي طريق الأوتوستراد عند بداية مدينة الصف ويحيطهما أكثر من 600 مصنع ويعمل بهما ما يقرب من 10 آلاف عامل. خالد أبو ساعد من الأهالي قال إن معظم المخازن غرقت في المياه فضلاً عن إتلاف آلاف الأفدنة الزراعية مشيرًا إلي أن القرية تعاني من تلوث الهواء بالأدخنة الناتجة عن مصانع الطوب والعلف والسماد فضلاً عن وجود 4 محطات للصرف الصحي تسببت في تسرب المياه الجوفية مما أدي إلي انهيار العديد من المنازل التي أصبحت خالية من السكان. وأضاف "أبو ساعد" إن مياه الشرب اختلطت بمخلفات الصرف الصحي نظرًا لعدم وجود مشروع للصرف حيث يعتمد معظم الأهالي علي سيارات الكسح والبعض يصرفون هذه المخلفات في المصارف المكشوفة التي تنقل بدورها الصرف الصناعي إلي محطات الرفع. وأكد عاطف محمد عبيد من الأهالي أن الحياة أصبحت شبه مستحيلة بالقرية بسبب أدخنة مصانع الطوب والأسمنت التي تضطر الأهالي لإغلاق النوافذ طوال الليل والنهار، مضيفًا أن مصانع الأسمنت والأعلاف تقوم بفتح فلاتر الهواء بالرغم من تأكيد وزارة البيئة استخدام هذه الفلاتر للحد من التلوث. وأرجع إبراهيم كامل وكيل مجلس محلي عرب أبو ساعد السبب في تراكم هذه المياه إلي وجود 10 طلمبات رفع رئيسية تضخ المياه وترفعها لمحطة صرف أبو ساعد أعلي الجبل ثم يعاد صرفها إلي ترعة كومبو لاستخدامها بالزراعات مما أدي إلي تسرب هذه المياه إلي الأراضي المنخفضة بالعديد من قري الصف وارتفاع منسوب المياه الجوفية الملوثة بمواد خطرة. ولفت "كامل" إلي وجود ماسورة مياه شرب متهالكة رئيسية يلتصق بها أكثر من تسع كابلات ضغط عال وتعرضت للكسر عشرات المرات بسبب تهالكها مشيرًا إلي أن الأهالي طالبوا عدة مرات رئيس المدينة بسرعة تغييرها حتي لا يقع الأهالي ضحية هذا الإهمال ولكن دون جدوي.