انتهاكات جسدية باتت مشاهد متكررة لمآس متنوعة وتحولت الفتيات لمعذبات بين الطرق بلا رادع. كانت هذه المشاعر هي بداية مشوار الشابة الصغيرة بسمة العوفي لإصدار كتابها الأول والجديد من نوعه كلاب الشوارع.. الذي يجسد 17 قصة واقعية لحوادث تحرش جنسي تعرضت لها الفتيات. بسمة في السنة النهائية لكلية الآداب قسم إعلام بعدما حال مجموع الثانوية العامة للالتحاق بكلية الطب كأن القدر يحمل لها مفاجأة اكتشاف قدراتها وموهبتها في الكتابة اثقلتها بالتدريب علي مدار 3 سنوات في عدد من الصحف وتوجت ذلك بحصولها علي جائزة أحس شعر علي مستوي جامعة عين شمس 2008 وإعدادها مشروع مؤسسة إعلامية صغيرة مع بعض أصدقائها. قررت بسمة استغلال موهبتها في فضح الواقع المؤلم للنساء والذي يكفي فيه أن 80٪ من نساء العرب يتعرضن للتحرش فبدأت رحلة بحثها الذي فوجئت فيه بغياب واضح للمواد أو الوثائق فيما عدا حادثة نهي رشدي المصاحبة بحملات هجوم بشعة عليها وعند إطلاقها جروب علي الفيس بوك تعرضت لانتقادات لاذعة مصاحبة لنقد شخصي لها ونعتها بالمعقدة. قضت بسمة عاما كاملاً في تصفح مئات المواقع والمنتديات وفتحت عشرات الحوارات لتصل لاعترافات نسائية محملة بآهات ودموع أفضت فيها الفتيات عن قصصهن المريرة بين التحرش باللمس والذي يحدث بطريقة غير مناسبة والتحرش باللفظ وما هو اجرأ واعنف علي الجانب الآخر اعترف الشباب بجرائمهم التي تزداد حدتها بعد المباريات الكروية والتجمعات والتي صاحبها تفسيرات مستفزة تلقي اللوم علي المجني عليها. استكملت بسمة طريقها الشائك غير مبالية باعتراضات الجميع محاولة توصيل الرسالة علي عاتقها وهي كيفية وقاية أنفسنا بحلول بسيطة بعيداً علي تعقيدات المتخصصين. وأخيراً كانت دور النشر العقبة الأخيرة في مشوارها بعدما رفضت جميعها الفكرة غير مبالية بالشباب حتي وافقت دار نشر شباب بوكس وهي في سبيلها للنشر خلال أيام. علي الجانب الآخر بسمة عاشقة للقراءة وسماع الموسيقي واختراق كل ما هو جديد آملة العمل كمخرجة صحفية واحتراف الكتابة خاصة بعد انتهائها من 5 كتب. تعترف بسمة أن كلاب الشوارع يعد صدمة لأي قارئ لكنها وقفة جادة من فتاة مصرية لظاهرة باتت غريبة اقتحمت مجتمعنا.