وسط أجواء تفاعلية لوضع آليات أكثر التماساً بالقضايا الجماهيرية، شهدت فعاليات المؤتمر القومي الرابع للشباب بالمدينة الشبابية بالأقصر الاستقرار علي عدد من المحاور المهمة، والتي انتهت بدورها بمجموعة من التوصيات لتحقيق مبدئي: تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. وكان د. أحمد نظيف قد التقي عدداً من الشباب في حضور كل من: د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار، ود. سمير فرج محافظ الأقصر، وهاني سيف النصر رئيس الصندوق الاجتماعي للتنمية، ود. محمد صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب، وأدار اللقاء باقتدار عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع التليفزيون. وشملت التوصيات التي استقر عليها اللقاء علي خلفية أزمة البوتاجاز الأخيرة، رغم زيادة فاتورة الدعم في الموازنة العامة للدولة - بحسب رئيس مجلس الوزراء - وصلت إلي مبلغ يتراوح ما بين 90 ، و95 مليار جنيه يوجه ثلثه نحو دعم الطاقة من بوتاجاز وسولار وبنزين، وشملت البحث عن وسائل آمنة لوصول الدعم إلي مستحقيه، خاصة أن الحكومة بصدد الانتهاء من دراستها النهائية حول هذا الأمر، اعتماداً علي بطاقة الأسرة، التي سيتم تطبيقها منتصف العام الحالي. بالإضافة إلي تطبيق الدعم النقدي بشكل تدريجي.. وينتظر البدء بموضوع البوتاجاز.. إذ إن احتياجات المجتمع هي المحدد الرئيسي لمجالات البحث العلمي. وحول ترتيب الجامعات المصرية، قال د. نظيف خلال اللقاء الذي نظمه المجلس الأعلي للشباب برئاسة د. صفي الدين خربوش إن قائمة أهم 500 جامعة بالعالم تخلو من جامعات الأعداد الكبيرة علي خلاف الجامعات العالمية التي تستهدف تعظيم عوائدها المالية والربح للإنفاق علي تطوير التعليم، وأن مصر من الدول المحدودة التي تكفل مجانية التعليم في دستورها. وعن علاقة الحكومة بعلماء مصر في الخارج، أوضح أن هناك مجلسًا أعلي للعلم والتكنولوجيا برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من خيرة علماء مصر يضع علي رأس أولوياته تحديد أولويات البحث العلمي وتوفير مصادر التمويل لها، وأن أهم هذه المجالات في الوقت الحالي هو توفير الطاقة والوصول إلي حلول لمشكلة تحلية المياه لافتاً إلي أن هناك نقاط ضوء في مجال البحث العلمي أهمها رفع إنتاجية الزراعة من خلال البحوث التي قام بها المركز القومي للبحوث الزراعية. وعن تطوير نظام التعليم، أوضح أن الفترة القادمة ستشهد تغييراً في نظام الثانوية العامة والقبول بالجامعات، وإن أفضل حل للقضاء علي هجرة العمالة المصرية بالخارج هو خلق بيئة داخلية جاذبة.. وقال د. نظيف إن مصر تصنف ضمن أهم عشر دول في مجال تكنولوجيا المعلومات منبهاً إلي أن الحكومة تعد حالياً لمشروع قانون الرقابة علي الغذاء نظراً لتعدد الجهات المشرفة عليه ووجود بعض التضارب في اختصاصاتها وأن مشروع مصر القومي هو بناء الإنسان المصري من تعليم وتدريب وتنمية مهارات مشدداً علي أنه لن يستطيع أحد التقدم بمصر إلا أبناؤها وإن مسئولية الحكومة هي توفير المناخ الذي يهيئ الاستثمار في البشر. وأوضح خلال اللقاء أن المياه هي العنصر الحاكم في أي مشروع تنموي في مصر وأن ذلك يعتبر هو العائق الرئيسي في تنفيذ مشروع ممر التعمير والتنمية بالرغم من توافر الأرض اللازمة له، وأن تحويل نظام ري الأراضي الزراعية من الغمر إلي الري بالتنقيط وتحت سطح الأرض يعد فكرة جديدة لمشروع قومي لمصر. مشيراً إلي أن الحكومة تعطي أولوية خاصة لمشروع تعمير سيناء لارتباطه بالأمن القومي لمصر، وأن الشباب عليهم دور حيوي في ذلك، وأن مشروعات التنمية فيها ستتم بمشاركة أبناء سيناء وسيكونون أول المستفيدين من عوائدها. وبصورة إجمالية كان المشهد - حسبما أعتقد - يحتاج إلي رصد دقيق علي أكثر من جانب لاستخلاص نتائج ذات تأثير علي مساحات أخري مختلفة «نسبياً»! د. صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب اكتشفت أنه مشجع كروي درجة ثالثة يعني متابع لأدق تفاصيل اللعبة.. وبرغم انشغال الإعلام كله بأدق تفاصيل أمم أفريقيا.. إلا أن حدث تنظيم المؤتمر الرابع للشباب برعاية الرئيس مبارك جذب انتباه الشريحة المهتمة بالقضايا الشبابية. وتنظيم الحدث في مدينة أبو سنبل كان بالنزل الشبابي الدولي هناك.. أي في إحدي مدن الصعيد.. حدثاً مهما بل في غاية الأهمية.. لأن مكان التنظيم ساعد في مزيد من الإقناع بأن الحكومة بالفعل تعمل لصالح تنمية الصعيد وانعقاد المؤتمرات المخصصة للبحث في التنمية بمدن الصعيد أمر يشجع علي معرفة أسباب ما نحن فيه وأيضاً يمنح الثقة ل22 مليون مصري يعيشون في جنوبالوادي بأن الحكومة وأركانها جادة في أن تكون تنمية الإقليم المصري ككل أهم وكوحدة واحدة. خربوش دعا للمؤتمر القومي للشباب الرابع هذا العام بعد أن استعد جيداً له ودرس كل المحاور والعناصر التي قد يناقشها المؤتمر والشباب واختار المتحدثين والأهم أنه سيطر علي النقاش بإصراره علي أن يكون مفيداً أو متفقاً علي الطريق أو الطريقة التي قد تؤدي إلي نتائج..،خربوش رفض أن يكون مؤتمره بلا قرارات أو رؤي متفق عليها.. ولأنه يعلم جيداً أن الشاب لا يمكنه أن يفكر وسط حالة من الجوع، لذا كان التركيز علي التنمية والتوظيف والتمكين الاقتصادي ككل.. وللوصول إلي تلك النقطة كان يجب المرور بالصحة والثقافة ولأن الأمر لا يخلو من الاعتماد علي استثمارات من هنا كان رئيس هيئة الثروة المعدنية جاهزاً بالشرح للمشهد المعدني.. المؤتمر القومي الرابع للشباب كان فرصة للوقوف علي أين نحن؟ وما نحتاجه؟ وكيف نصنع نقطة علي الأقل نجعل منها حلماً ثم نناقش كيف نحققه أو نقترب منه! د. صفي الدين خربوش دعا د. أحمد زكي بدر ليتعرف شباب المؤتمر علي الرجل الذي يحمي العقول المصرية بصناعة حائط صد فيها ضد التطرف بكل أنواعه وهو المنوط بتغذية عقول المصريين بما يتيح لهم مواجهة عصر التكنولوجيا.. خربوش لم ينس أن يحاور شباب مؤتمره وزير الصحة د. حاتم الجبلي ليتعرفوا علي كيف يمكن للحكومة أن تساعد بالمحافظة علي صحة المواطن.. ستة من المحاور المهمة خرج علينا المؤتمر بها مثل 1 - ممر التنمية والتعمير 2 - المشروع القومي لسيناء 3 - الشباب ومحو الأمية 4 - التوعية الصحية 5 - تنمية الوادي الجديد 6 - تطوير القرية المصرية ، 144 ساعة قضاها شباب مصر في حوار ونقاش للوصول إلي محاور متفق علي جدواها وممكن تطبيقها. لم يكن بغريب أن يتفاعل المؤتمر مع قضايا الوطن. وهمومه وهي صيغة لتعلم النقاش من أجل صيغة مقبولة وأيضاً حلول.. الحرية والحوار والصراحة كانت سمة الاجتماعات لدرجة أن د. صفي الدين خربوش لم يتدخل لتوجيه حوار واضح أو محدد وخال من الخيال.. بل كان يشد علي كوادر المجلس القومي للشباب علي منح الجميع مساحة للتفكير وهو أحد أهم طرق صناعة عقل سليم! كان د. أحمد نظيف رئيس الوزراء قد التقي وشباب المؤتمر في آخر جلسة بحضور د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار وقد تحدث نظيف بصراحته المعهودة عن أحوال مصر ولم يترك سؤالاً لشاب إلا ورد عليه.. عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون قاد الحوار ببراعة بعد نجاحه في عمل توصيلة جيدة بين رئيس الوزراء وشباب المؤتمر.