انتهت الأسبوع الماضي فعاليات الملتقي السابع للفرق المستقلة الذي تقيمه مكتبة الإسكندرية كل عام لدول البحر المتوسط، وقد شهد الملتقي هذا العام حضورا جماهيريا ملحوظا حتي أن منظم المهرجان محمود أبودومة قال إن أهمية الملتقي ليست في العروض المسرحية ولا في الفرق المشاركة لكن في هذه الطاقة الفنية التي أحدثها المهرجان بالمكتبة". شارك ضمن فعاليات الملتقي الإبداعي هذا العام عدد كبير من الفرق والعروض المسرحية المستقلة لأكثر من دولة عربية وأوربية من هذه العروض "إيقاظ المدينة" تأليف وإخراج شريف محيي الدين "مصر"، و"مسرح للموضوعات" "سويسرا"، و"عندي حلم" "فلسطين"، و"الهروب النبيل" "اليونان"، و"مفقود" "تونس"، "بيت بيوت"يشترك في إنتاجه "لبنان وفرنسا وسويسرا" "كونكاو2" "اسبانيا"، "طروادة" "مصر" إخراج حسن الجريتلي، "البوتقة آرثر ميللر" هولندا، "سيدة الشلي الثالثة" إيطاليا، "عودة أوقات الحلم تحت المطر الغزير" بولندا، وفي ختام المهرجان عرض بمسرح الجاليري بالمكتبة ليلة إيطالية تضمنت أربع رقصات إيطالية شهدت إقبالاً كبيراً من الجمهور رغم صغر حجم القاعة الرقصة الأولي كانت بعنوان "سابق" لجوليا أوركيولي وهو يمثل دراسة حول المراحل التي يمر بها الإنسان من تحولات ونشوء وتطور حتي يتحول إلي هيكل عظمي وكانت من أبرز الرقصات التي قدمت حيث عبرت الراقصة عن فكرة العمل بدقة شديدة وساعدها في ذلك اللعب بالإضاءة وصورة الهيكل العظمي التي توحدت مع جسدها أكثر من مرة وكأنها تحولت بالفعل، الرقصة الثانية بعنوان "كالش" لفرانشيسكا فوسكاريني وهي مستلهمة من فكرة الهجر وكيفية ترجمة هذه الحالة إلي حركات جسدية ، ثم "تكية" لكيارا فريجو وهي دراسة للسرعة من خلال سيدة تجلس في مكان يبدو أنه فراغ تسعي حثيثا للوصول إلي حدودها القصوي وأخيرا "أسلوب حر" لسيلفيا جربودي وهذا العمل هو نظرة ساخرة للحالة الأنثوية من خلال المرونة المبهجة لحركة الجسد. نظم الملتقي أيضا هذا العام حوالي 19 ورشة تدريبية، ضمن سياق برنامج التعليم والتدريب. وغطت الورش مجالات الارتجال الاتصالي، وبناء الشخصية المسرحية، ومهارات الممثل، وإدارة البرامج الثقافية، واستخدام الدراما كوسيط للتعليم، والمهارات الإبداعية في مسرح الطفل. هذا فضلاً عن مهارات الصوت والأقنعة، أيضا تضمن برنامج التعليم والتدريب مشروع "الفصل الدراسي الدولي لطلاب المسرح" والذي ضم 20 طالباً من شمال وجنوب المتوسط وأوروبا، واستمر طوال أيام الملتقي. كان من أهم مشاريع الملتقي لهذه الدورة مشروع "ضفاير" والذي تضمن ترجمة 7 مسرحيات لمخرجات عربيات إلي اللغة الإنجليزية من هذه الأعمال "إنترفيو""interview" مصر تأليف نورا أمين ترجمة هالة كمال ويدور جو العرض حول مساحة خالية إلا من مقعد وحيد وسط المكان .مقعد خشبي قوي ومستدير بظهر علي نصف استدارة المقعد ، في الخلفية ستارة سوداء الأرضية باركيه بيج لامع. أعلي المقعد سبوت إضاءة خافت يرتفع تدريجيا وصولا إلي نصف قوته ، مع انتهاء موسيقي الافتتاحية، ودخول بطل العرض، وجلوسه علي المقعد. يدور العرض في إطار مسرحية الممثل الواحد "مونودراما " إلا أن هناك صوتا أنثويا لمذيعة ما "يشار إليها ب"الصوت"، أيضا مسرحية "باريس في الظل" paris in the shade " تأليف يم مشهدي سوريا ترجمة سارة عناني " المسرحية: عبارة عن غرفة تعم الفوضي أرجاءها ، كئوس وزجاجات فارغة ومليئة، صحون مبعثرة، باقات ورد، قصاصات لامعة وبراقة تملأ المكان، نستدل من خلالها علي أن اليوم رأس السنة الميلادية، ناديا وأولغا تزرعان المكان ذهابا وإيابا، تحملان بقايا تلك الحفلة إلي المطبخ، سلمي تمسك بمكنسة طويلة اليد، وترقص معها علي أنغام موسيقي روسية قديمة صادرة عن الغرامافون، بينما تنظف الأرضية وترتسم علي وجهها علامات الفرح"، وعرض "شباكنا ستايره حرير" our silk curtained window " تأليف مروة فاروق "مصر" وترجمة "هالة كمال و"اللقب امرأة" أو otherwise known as woman " تأليف نهيل مهنا "فلسطين" وترجمة سمية رمضان وتتناول شخصيات المسرحية المرأة، الرضيع، محرك، الدمي، القناص، المخنث، الرجل، البدين، الممرض، المساعد،المسئول، المحقق، الصوت "وتبدأ أحداثها بظلام يملأ أرجاء المسرح مع إضاءة خافتة علي الركن الأيمن منه، يرتفع ضوء خفيف، علي قفص اتهام قضبانه قوية ومتلاصقة، ترتفع بقعة الضوء علي الرءوس، تسقط إضاءة تدريجية علي الركن الأيسر من المسرح تقبع امرأة ممزقة الثياب مشعثة الشعر، جميلة الوجه، علي يديها طفل هزيل تهزه بيد وبيدها الثانية تمسح دموعها، يسود ظلام مفاجئ علي المسرح ، يليه مفاجأة تملأ الأركان". كما تم ترجمة مسرحية "شبيهي" "Mydouble" تأليف بديعة الراضي المغرب ترجمة سارة عناني تبدأ أحداثها بليل دامس يملأ خشبه المسرح تخترقه الإنارة الخافتة لتكشف عن أجساد تقوم بحركات كالأفاعي، تنكمش مرة في شكل دائري، ثم تفتح جسدها ، ثم تنطوي لتعبر عن ألم حاد، تهدأ الأجساد وتنام، ليقوم من بينها جسدان ، يتوجه كل واحد منهما نحو زاوية عمق الخشبة وظهرهما للجمهور، تختفي الأجساد بتركيز الإنارة علي الجسدين المشار إليهما، في بطء يقتربان إلي بعضمهما ويصبحان وجها لوجه، يتأملان ملامح كل منهما"، وأيضا مسرحية "سيدة الأسرار عشتار" أو " ashtar mistress of secrets " تونس وتأليف حياة الريس وترجمة سمية رمضان وتدور المسرحية: "في معبد من المعابد القديمة لمدينة سومر تستوي عشتار ملكة علي عرشها يشع من محياها الألق والبهاء وبعد ما وضعت علي رأسها تاج السهول لفت جسدها بطليسان السلطة قبضت بيدها علي الصولجان اللازوردي ومسكت الختم تطوف بها عذاري المعبد مسدلات غلالتهن الشفافة علي وجوههن، لابسات حللهن الطقوسية هائمات حبا، فانيات تعبدا، وأخيرا "غانية مستترة" أو "a siren concealed " تأليف يسرا الشرقاوي مصر ترجمة هالة كمال وتحتوي المسرحية علي: "الشخصيات الأم، الفتاة، الرجل، الغانية، الخادمة، الأعرج" وتدور أحداثها في عقل الفتاة ما بين تخيل وتذكر، ديكور بيت متواضع يقع في قرية صغيرة في عمق المسرح هناك مستوي عال، به سلم صغير في المنتصف ، يمكن استخدام هذا المستوي لتجسيد الأحداث الخيالية التي تحدث داخل الفتاة أما تحت المستوي فيتم تجسيد الأحداث الحقيقية التي حدثت في الواقع، ترفع الستارة لتظهر الفتاة نائمة في بؤرة ضوء". من ضمن الإصدارات التي أصدرها الملتقي هذا العام أيضا كتاب "تمارين الحرية" للناقد المسرحي جرجس شكري والذي تناول فيه تقييماً لكل دورات الملتقي السابقة إلي جانب شرحه بشكل تفصيلي للفرق بين مفهوم المسرح المستقل والحر والتجاري جاء ذلك خلال فصول الكتاب التي بدأت ب"الملتقي الإبداعي الأول" وتناول فيه دورات الملتقي السابقة ثم "مناقشة الأصول وتأصيل الظاهرة" وتحدث فيه عن المائدة المستديرة التي عقدت علي مدار الدورات السابقة من خلال تناول الموضوعات التي ناقشتها ثم "الكتابة المسرحية المستقلة" كما ذكر في هذا الفصل علي وجه التحديد محاولة الملتقي ترجمة وعرض لنصوص مسرحية مستقلة ومتنوعة حيث قال:" لقد حاول الملتقي الإبداعي علي مدي دوراته السابقة التأصيل لفكرة النصوص المسرحية غير الرسمية أو النصوص الأخري فالأمر لا يقتصر فقط علي فكرة الفرق المستقلة أو العروض فالنصوص المسرحية أيضا هي دعامات الفن المسرحي".