لقبها كل من عرفها برهينة المحبسين بسبب كف بصرها وإصابتها بالسرطان إلا أنها أقسمت أن تنتصر علي مرضها وتتحدي ظلمة بصرها ورغم العديد من الصعوبات والمعوقات نجحت في التحرر من هذه الأغلال بقوة صبرها وعزيمتها حتي قهرت الظلام وتعافت من مرضها إنها هند عبد الفتاح ليسانس آداب فلسفة جامعة عين شمس التي عشقت اللغة الإنجليزية منذ أن كانت طالبة بالإعدادية بمدرسة النور والأمل بمصر الجديدة فاهتمت بمتابعة البرنامج الأوروبي وإذاعة الBBC وهي تدرس بالثانوي حتي تنمي اللغة لديها من خلال السمع إلي جانب ذلك تمتعها بموهبة الكتابة القصصية وحصلت علي شهادة تقدير في مسابقة القصة القصيرة من المركز الثقافي القومي بالسيدة زينب وتمنت أن تلتحق بكلية آداب إنجليزي إلا أن إدارة الكلية بجامعة عين شمس أعلنت عن عدم رغبتها في قبول مكفوفين رغم أن مجموعها يزيد عن مجموع القبول بكثير ودرجاتها في اللغة مرتفعة وكانت هذه أولي العقبات في حياتها إلا أنها لم تلتفت لهذه النظرة العقيمة من قبل إدارة الكلية والتحقت بقسم الفلسفة بكلية الآداب وإلي جانب ذلك اهتمت باللغة أكثر وأكثر من خلال الالتحاق بدورات اللغة في الجامعة ولكنها أصيبت بالمرض اللعين الذي استوطن جسدها بعد السنة الأولي فلاحظت زيادة في الوزن وتغيراً في الجسم وبعد الفحوصات علمت بأن الورم غير حميد ولكنها لم تتوقف واستمرت في مسيرتها الدراسية ومصرة علي النجاح ثم قامت بإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم وبدأت فترة العلاج الكيميائي والنفسي بسبب التعليقات السخيفة من قبل الأقارب والمعارف عن نحافة جسدها وسقوط شعرها وشحوب وجهها حتي أن الجميع أعتقد أنها ستفارق الحياة لا محالة وأن الموضوع عبارة عن وقت فقط. تحدت هند المرض وكف البصر معاً واللذين اجتمعا عليها دون رحمة أو شفقة وأخذت تذاكر من منزلها وبالفعل انتصرت علي المرض وشفيت تماماً منه وهي بالفرقة الثالثة ثم استكملت الدورات مجدداً والتي وصلت فيها إلي المستويات المتقدمة حتي أنها أخذت تساعد زملاءها بقسم الاجتماع في الترجمة لهم بدون مقابل واشتهرت بين طلبة الكلية وذاع صيتها حتي بعد التخرج. وعندما همت هند ببدء مشوارها العملي فإذا بالمرض يداهمها مرة أخري وظلت تتابع علاجها منه فترة 4 سنوات ثم انتصرت عليه مرة أخري، ولأنها اجتماعية ومحبة الاحتكاك بالآخرين والصحبة التحقت بالتعليم المفتوح بكلية الآداب جامعة القاهرة. وبعد أن اجتازت عامين من الدراسة فإذا بالكلية تحيطها علماً بأن قبولها تم عن طريق الخطأ فتركت هند الدراسة بالكلية واتجهت لطريق آخر وهو الحصول علي دورات في التنمية البشرية بالمركز الكندي فضلاً عن حضور جميع المحاضرات والندوات الخاصة بهذا التخصص للدكتور إبراهيم الفقي وبالفعل حصلت علي دبلومة مساعد ممارس في البرمجة اللغوية العصبية، دبلومة ممارس في التنويم بالإيحاء، المرحلة الأولي من قوة الطاقة البشرية وديناميكية التكيف العصبي وتعاقد معها د. إبراهيم الفقي في تدريب مادة البرمجة اللغوية العصبية بالمركز الكندي فضلاً عن تبنيه لفكرة خاصة بها سوف تقوم بتنفيذها بالتعاون مع د. محمد جواد بالمركز. وهي تحت عنوان التحكم في الخوف والتعرف علي أبعاده وأسبابه وكيفية التغلب عليه من خلال استراتيجيات. ومواقف عاشتها هند من خلال مشوارها منذ أن التحقت بالكلية وإلي الآن. هذا إلي جانب نشاطها مع مجموعة من الجمعيات التي ترعي الأيتام وذوي الاحتياجات من خلال بث روح التسامح والثقة والصراحة بداخلهم دون عنف من خلال حواديت وقصص ومواقف.