بدا محمود عباس الرئيس الفلسطيني في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية في قصر الأندلس مساء الجمعة، وقبل ساعات من لقائه الرئيس مبارك، واثقاً من توجهاته ومواقفه.. بحيث ظهر أنه عبر الحملات الدعائية التي تعرض لها من حركة حماس ومسانديها.. وكاشفاً عن معلومات تؤكد أنه يعمل أكثر من معارضيه من أجل القضية الفلسطينية.. ومتطرقاً إلي قضايا ساخنة لم يفقد الشجاعة لترسيخ مواقفه منها.. وأبرزها: "إنه لا مجال للكفاح المسلح الآن.. وعلي الذين يريدونه أن يعطونا قراراً عربياً به.. فنمضي في اتجاهه".. مردفاً: "إن غزوتم.. غزونا". أبومازن الذي سينطلق من مصر في اتجاه كوريا الجنوبية واليابان، استحضر القمة العربية التي ستعقد بعد وقت قصير في ليبيا، ومواقفه المعلنة في الدوحة قبل عام، حيث عقدت القمة السابقة، لافتاً إلي أنه سوف يعرض الموقف السياسي علي لجنة المتابعة العربية لكي تري الأبعاد.. وتقترح عليه التحرك في إطار الدعم العربي.. مشيراً إلي أن السلطة قد أوفت بكل التزاماتها العشرة في خريطة الطريق.. وليس صحيحاً أنها تفرض شروطاً مسبقة علي التفاوض مع إسرائيل. وصف أبومازن حكومة نتانياهو بأنها أقوي حكومة في تاريخ إسرائيل منذ عشرين عاماً علي الأقل، إذ تحصل علي تعضيد مهول من الكنيست علي قراراتها، حتي لو كانت تضم عناصر من اليمين واليمين المتطرف وأقصي اليمين، وقال: "نحن نريد التفاوض مع حكومة إسرائيل وليس لنا علاقة برؤيتها". وكشف أن واشنطن اقترحت علي نتانياهو الالتزام بخمسة أمور.. ليس من بينها وقف الاستيطان.. وهي: إيقاف الاقتحامات وإزالة الحواجز وإطلاق سراح الأسري والسماح بمرور مواد إعمارية إلي غزة وتغيير صفات بعض مناطق الأراضي المقسمة بأحرف " ".. ما يعني تخفيف قبضة الاحتلال عن بعض الأراضي الفلسطينية. وقال أبومازن: لن نقبل دولة بحدود مؤقتة حتي إن قبلت بها حماس. وشن هجومات متنوعة علي حركة حماس وانقلابها عليه في غزة.. وقال: لا يريدون أي مصالحة تؤدي إلي انتخابات.. بل أنهم عرضوا علي عدم تنظيم الانتخابات لخمس سنين.. وقالوا: ليس لدينا مانع لو تأجلت عشر سنوات. وذكر أنه تعرض لضغوط من الولاياتالمتحدة حتي لا يوقع علي وثيقة المصالحة المصرية مع حماس.. ولوح له بأن يخضع لحصار.. ولكنه مضي في اتجاه التوقيع.. غير أن حماس لم توقع.. وهي التي أعلنت قبولها بنص الوثيقة في مؤتمر صحفي.. وهم الآن لا يقاومون ويلاحقون أي شخص يمكن أن يوجه الصواريخ لإسرائيل.. وأردف: مع العلم أنني لا أطلب توجيه صواريخ إلي إسرائيل ولا أؤيد ذلك. ولفت: هاجموني بسبب تقرير جولدستون.. أين هم الآن منه ومن الضجة التي اصطنعوها حوله؟ ونفي أبومازن أن يكون نبيل شعث مكلفاً بإجراء مفاوضات مع حماس في غزة.. وشرح: أصدرنا قراراً في فتح بأن علي كل قيادات فتح التي تنتمي إلي غزة أن تعود إليها.. وتزورها.. وقد فعل هذا نبيل.. ولكن مقابلاته هناك لا علاقة لها بأي مفاوضات مع حماس.. مؤكداً: لا مصالحة إلا في مصر.. وقد قلت هذا وسأكرره في القمة العربية.. ولا أحد لديه القدرة أو الموقف أو الخبرة بقدر مصر لإدارة عملية المصالحة. وانتقد أبومازن بعنف الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان قد أفتي برجم محمود عباس في الكعبة.. لو كان قد طلب من إسرائيل شن حرب علي غزة.. وقال: كان عليه أن يتحقق قبل أن يفتي.. والقرآن يقول: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".. ووصف أبومازن فتاوي القرضاوي بأنها سياسية.. وقال: لقد أفتي ببقاء تماثيل بوذا في باميان بأفغانستان.. وسافر إلي هناك لمنع طالبان من هدمها وأفتي بهدم مسجد ابن تيمية في غزة علي من فيه.. لأن حماس رأت أن من يأوون إليه متمردون.. وأضاف: أنت رجل دين.. وحين تتدخل في السياسة تنحاز أيديولوجيا. ووصف أبومازن المبادرة العربية بأنها الإحراج الأهم الذي شنته الدول العربية علي إسرائيل، لكنها لم تحظ بتسويق كاف وقد طلبت نشرها في مختلف الصحف العربية ورفضت ذلك دول عربية. وقال: ليس لدي علم عن خطاب ضمانات طلبته قطر من واشنطن.. ولكن كان هناك اقتراح بأن تقدم واشنطن خطاب ضمانات، فقلنا لهم: لقد حدث هذا كثيرا ولم يتحقق شيء.