اعترف أندرو ميللر بأنه مر بأوقات خانته فيها شجاعته، قائلا في ندوة مناقشة روايتيه "كازانوفا" و"ألم فذ"، بمحور "الموائد المستديرة": كثيرا ما كنت أفكر في عدم نشر كتاباتي، أو التوقف عن الكتابة نهائيا، إلي أن نشرت أولي رواياتي "ألم فذ" التي تتناول قصة تحول، تنطوي علي أحد جوانب الحكايات الخرافية، وهو الاتجاه الذي اكتشفت أن الناس تحبه وتنتظره دائما من الكاتب. أضاف ميللر المولود في إحدي قري إنجلترا في الستينيات: عندما أشرع في كتابة عمل ما، أحب أن تسكنني أماكن الأحداث قبل أن اسكنها، بل وأتعمق في تفاصيلها حتي وإن لم أزرها مطلقا، فعندما كنت صغيرا، كنت أسمع عن القاهرة ومصر الكثير من الحكايات، حتي أن هاتين الكلمتين باتتا مفتاح خيال لدي، بصفتها بلاد الحضارات العظيمة البائدة. وعن روايتيه المترجمتين إلي العربية قال: لاحظت أن القراء والنقاد الذين استمتعوا ب"ألم فذ"، شعروا بالإحباط مع "كازانوفا"، لأنها مختلفة تماما عن سابقتها، فجزء كبير منها مؤسس علي رواية "كازانوفا عاشقا" والباقي محض خيالي، حيث فضلت أن أتناول شخصية كازانوفا الجاسوس وليس زير النساء، أما "ألم فذ" فأراها نوعا من التحدي الوصولي للحياة، من خلال قصة حياة رجل يقوم زملاؤه الأطباء بتشريحه محاولين معرفة سر عدم شعوره بالألم طوال حياته، وتدور الأحداث عن حياته وتنتهي الرواية بتشيع الجثمان لمثواه الأخير. أشار سمير أبو الفتوح مترجم الروايتين إلي أنه فوجئ عند ترجمة الروايتين بالكم الهائل من التراث الروائي الموجود بهما، حيث قام ميللر بعملية تجديد في الشكل الروائي، واستعرض في رواية "كازانوفا" تاريخ إنجلترا في القرن الثامن عشر من خلال كازانوفا الجاسوس وليس العاشق كما عهدناه. وأضاف: من خلال قراءتي وترجمتي لميللر يمكنني أن أصفه بأنه كاتب يحترم عمله ويقدسه بشدة، يشرح ويفصل الأحداث بعمق، ويتحدي بمشاهده الروائية بلاغة المشاهد السينمائية، بل ويؤكد علي قدرته في الوصفية والمشهدية العالية.