(ثورة 1919) مع المواطنة!

(حكاية ثورة 1919) هو أحدث كتاب من تأليف د. عماد أبو غازي.
يتعرض الكتاب لملابسات قيام ثورة 1919 بشكل بسيط من خلال سرد منطقي للأحداث التاريخية. ولقد لفت نظري جداً الفصل الأخير في الكتاب والمكتوب تحت عنوان (هل نجحت ثورة 1919)؟ وهو سؤال يحتاج إلي تحديد الأهداف التي من أجلها قامت الثورة، وإذا ما كانت قد حققت تلك الأهداف أو لا.
حدد د. عماد أبو غازي إجابة هذا السؤال فيما يلي:
- انتصار الثورة بالإفراج عن الزعماء المنفيين (سعد زغلول وزملائه)، وسفرهم لفرنسا، وإقرار مبدأ حق المصريين في السفر للخارج.
- تحقيق نضال المصريين من خلال الاستقلال وانتزاع حق المصريين في إدارة أمور بلادهم بأنفسهم، وصدور دستور مصري حقيقي يعبر عن المصريين.
لقد أنتجت ثورة 1919 بعد ثلاث سنوات من تحقيق الاعتراف باستقلال مصر من جانب واحد بصدور تصريح 28 فبراير سنة 1922 والذي اعترفت فيه بريطانيا بمصر كمملكة مستقلة. وهو التصريح الذي تحفظت عليه الحركة الوطنية حينذاك لما يمثله من انتقاص للاستقلال.. في ظل استحالة استمرار الحماية الإنجليزية من جهة، وعدم قدرة الشعب المصري علي تحقيق الاستقلال التام مرة واحدة من جهة أخري. وقد ترتب علي هذا الواقع السياسي.. ظهور واحد من أفضل الدساتير في تاريخ مصر، وهو دستور 1923. كما قامت ثورة 1919 بتنمية روح الإبداع التي ظهرت في مجالات عديدة علي غرار: الفنون التشكيلية والموسيقي والغناء، وفي الآداب من خلال التطور الذي شهدته الكتابة الروائية والمسرحية.. ومدي التحام كل ما سبق مع قضايا الشعب المصري بشكل مباشر.
وبكل تأكيد، لا يمكن أن نتحدث عن ثورة 1919 بدون أن نرصد إنها كانت مرحلة فاصلة؛ ترتب عليها الانطلاقة السياسية الرئيسية للمرأة المصرية وسعيها بقوة من أجل انتزاع حقوقها.. بعد أن حدث تغير جوهري في نظرة المجتمع إلي المرأة.
يختتم د. عماد أبو غازي بأنه في ضوء ما تحقق من أهداف: نجحت ثورة 1919 من خلال ذلك التناول الشيق لثورة 1919 التي كانت الشكل المصري الخالص لتأسيس الدولة المدنية المصرية.. دولة المواطنة.. دولة القانون قبل ما يقرب من 100 عام من الآن. وهو المطلب الذي لا يزال قيد البحث والدراسة حتي بين المثقفين والمفكرين أنفسهم.
كتاب (حكاية ثورة 1919) هو كتاب هام وجديد صدر من الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويمثل الجزء الأول ضمن سلسلة (حكاية من مصر). وهي سلسلة موجهة للشباب لتعريفهم بتاريخ مصر وتقديمه إليهم من خلال التوقف عند بعض المحطات لإلقاء الضوء علي رحلة المصري في بناء الحضارة الإنسانية من خلال لحظات الانتصار والانكسار التي تعامل معها وتجاوزها. وهو ما نحتاجه لإحياء روح الانتماء الحقيقية.