مدينة هانوفر الألمانية، تشتهر كما هو مكتوب ومعلن علي مداخل مطارها الرائع، مدينة المعارض الدولية المتخصصة، هذه المدينة العظيمة يقوم نشاطها الاقتصادي كله علي المعارض التي تقيمها طيلة العام. حيث معرض هانوفر الدولي، علي مسطح يقترب من (جزيرة منيل الروضة) في القاهرة وتتسع تلك البقعة لعدد 42 صالة عرض تجري فيها وسائل مواصلات داخلية، بمواعيد تقترب من كل ثلاث دقائق سيارة محترمة - لنقل الزائرين بين صالات المعرض وينظم المعرض مجموعة من المعارض المتخصصة (الفرعية) تصل إلي أكثر من 28 معرضاً في العام - حيث يستمر المعرض لمدة أربعة أيام فقط لكي ينتهي ويستقبل معرض آخر ويأتي إلي المعرض الفرعي من كل دول العالم المهتمون بالمعروض - يقيمون في الفنادق ويتسوقون في المدينة من المحلات ذات السمعة العالمية، والأقل!! وكذلك تمتلئ المطاعم، حيث الحجوزات ضرورة بالغة، لإيجاد مكان للعشاء في هانوفر أثناء إنعقاد أية (دورة للمعرض)!! وفي هانوفر إشترك النساجون الشرقيون منذ عام 1985 - حيث يقام معرض دوميتكس " لصناعة السجاد الميكانيكي في العالم مرة في العام يأتي في الأسبوع الثالث من يناير لمدة أربعة أيام وأتذكر، وتذكرت مع محمد فريد خميس، صاحب فكرة ومبدع صناعة السجاد الميكانيكي في مصر!! حينما جئنا في أول إشتراك لصناعة السجاد المصري في هذا المعرض الدولي والذي يشارك فيه أكثر من ألف وتسعمائة مصنع منتج للسجاد في العالم تذكرنا - كيف كان حجم الجناح المصري وكيف كنا مبهورين بالمنتجين العالميين، وإنتاجهم وتصميماتهم، وأجنحتهم، وكذلك زبائنهم من كل أجناس الأرض، كنا مبهورين في بدايات إشتراكنا في هذا المعرض، وحينما توفر لي حظ حضور هذا المعرض هذا العام، كانت " دوميتكس مصرية "، حيث أصبح جناح النساجون الشرقيون أكبر الأجنحة علي الإطلاق، هذا المعبد الفرعوني الأسود الذي وصل سطحه إلي أكثر من (فدان أرض) وتعدد الأجنحة النوعية للنساجون - حيث هذا متخصص في (أقمشة الجاكارد) وهذا متخصص في الأرضيات غير المنسوجة، والآخر متخصص في الخيوط الصناعية . ولكن الأهم من كل ذلك، هذا التنوع الرائع في تصميمات السجاد الميكانيكي الذي تسيدته الصناعة المصرية، من زوايا متعددة، حيث تقود تلك الصناعة في مصر العالم إلي إتجاهات الموضة للعام القادم، وحيث الخامات المصنعة في مصر سواء كانت خامات مخلطة بين الطبيعي والصناعي أو خامات صناعية كاملة من ( البلوبروبلين ) والذي صمم له - مصنع خصيصاً لإنتاجه في شمال غرب خليج السويس، ثم ذلك المجمع العظيم الذي شرفه الرئيس مبارك بالزيارة في مدينة بورسعيد والمتخصص في هدرجة الغاز وإنتاج "البروبلين والإثيلين، والميثان والأستر والإثيلين" وعليه سوف يتم إنشاء أكثر من 38 مصنعاً يقوم علي خامات (الغازات السائلة) وإنتاج عشرات بل مئات من الصناعات المعتمدة علي تلك المواد الغازية السائلة - شيء يفرح!! ليتنا بدأنا بهذه الصناعة منذ الخمسينيات مثلما حدث في "كوريا الجنوبية" وغيرها من الدول البازغة في الإقتصاد العالمي!!