"العلم هو القاطرة التي تقود المجتمع للرفاهية والرخاء" هذه المقولة التي دائماً ما تتردد علي لسان د. مصطفي العوضي - الأستاذ المتفرغ شعبة الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث وصاحب التاريخ العلمي المشرف الذي استمر علي مدار أكثر من 35 عاماً من العطاء المتواصل في مجال الأبحاث الوراثية لخدمة البشرية لاسيما في مجال الهندسة الوراثية التي تخصص فيها بعد تخرجه في كلية العلوم. مشوار د. مصطفي العوضي حافل بالعلم والدراسة اللذين كانا وسيلته للوصول إلي ما يحلم به فقد حصل علي درجة الدكتوراة في علوم الكيمياء الحيوية عام 1981 ثم سافر بعدها إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة ثماني سنوات، ودرس خلال هذه الفترة بكل من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس، بكلية الطب ألين انشتاين بنيويورك وجامعة نورس كارولينه، وقد أهلته الدراسة بكلية العلوم إلي أن يواكب زملاءه الأجانب وينال استحسان أساتذته بالخارج مما شجعه علي مواصلة ما يقوم به ويجتهد بشكل أكبر في إجراء بحوث حول الأمراض الوراثية والفيروسات المسببة للسرطان في الإنسان لإيمانه الشديد بأن الوطن هو الحضن الذي يجب الاستقرار به عاد إلي مصر لينشئ بجهوده معمل الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث مؤسساً قاعدة بيانات للطفرات المسببة للأمراض الوراثية الأكثر شيوعاً بين المصريين. أيقن د. مصطفي العوضي أن فيروس (C) يمثل مشكلة بالغة الخطورة علي صحة البشر وكان ذلك هو الدافع وراء تفرغه وتركيز أبحاثه حول هذا الفيروس وانصب اهتمامه علي ثلاثة محاور أساسية، الأول يتمثل في تطوير أساليب التشخيص المبكر لاكتشاف الفيروس بالإضافة إلي التعرف علي تطور المرض وانتقل بعدها للدراسة من مراحل العلاج وإنشاء نظام معملي لارساء دورة حياة الفيروس في المعمل خارج جسم الإنسان لتقييم الأدوية الفعالة ضد الفيروس C وأخيراً طرق الوقاية. وتمكن د.مصطفي مع فريق عمل إنتاج لقاح ضد الفيروس واستطاع أن يحقق قفزة حقيقية في هذا المجال وفي الوقت الحالي ينتظر تجربته علي البشر بعدما تأكد من سلامته من التجارب المعملية علي الحيوان. لم يكن المعمل هو الشاهد الوحيد علي نجاح د. مصطفي ولكنه تمكن من تحقيق إنجاز في نفس المجال عندما شارك في تأسيس معهد الهندسة الوراثية بل وشغل منصب عميد المعهد في عام 2000 كما قدم 60 بحثاً علمياً تم نشرها في مجلات عالمية فضلاً عن أبحاثه المنشورة في العديد من الدوريات العلمية. كل هذا العطاء كلل بمجموعة من الجوائز التي تعبر عن مدي تقدير مجهوده في المجال العلمي من أهمها جائزة "رد كفيلر" عام 1990 وجائزة الإبداع التكنولوجي بالمركز القومي للبحوث عام 2007 علاوة علي جائزة التفوق العلمي في مجال الكيمياء بالمركز وأيضاً جائزة الدولة للتفوق العلمي للعلوم الأساسية وتوج هذا المشوار بحصوله علي جائزة مبارك في مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة التي يعتبرها مرآة تعكس اهتمام الدولة والقيادات الرسمية بالعلم ولم يخف علينا أن عينيه امتلأتا بالدموع عند تسلمها ومصافحة سيادة رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك حيث شعر بالفخر والعزة.