منكوبة مصر بصحافة مخادعة ومراوغة تدعي عليها وتصفها بما ليس فيها وتحاول وضعها في خانات لا يمكن مجرد التفكير في أنها تستحقها.. لا تقيم وزناً لمصالح البسطاء ولا معاناتهم إذا تعرضوا لحادث قدري كسقوط الأمطار سيولا أوقعت بينهم ضحايا ومصابين وأتلفت ممتلكاتهم. فلا تري في هذه المعاناة إلا فرصاً للمزايدة والمتاجرة تحاول النيل من كل هذا الجهد الشاق والمضني المبذول من أجل هؤلاء البسطاء من أبناء الوطن الذين أصيبوا وتضرروا وفقدوا مأواهم بين ليلة وضحاها. هذا الجهد الشاق والمضني في مواجهة آثار السيول التي داهمت أهالينا في أسوان وشمال وجنوب سيناء من قمة الدولة وحكومتها وأجهزتها وشبابها منذ اللحظة الأولي التي ظهرت الملامح الحقيقية لحجم السيول وما تلحقه من أضرار. من اللحظة الأولي ذهب الرئيس مبارك إلي أسوان لتفقد المناطق والقري المضارة متابعاً بنفسه سرعة تعويض الضحايا والمصابين وايوائهم وإعادة بناء مساكنهم وإصلاح ما ألحقته السيول من خسائر.. فيأمر بصرف 15 الف جنيه لكل من تهدم منزله رفعها إلي 25 ألفاً بالإضافة إلي تخصيص مساحات من الأرض لبناء منازل بديلة. كما حملت الأوامر الرئاسية توجيهات للمحافظين بتوفير الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية لجميع مصابي السيول وتقديم جميع سبل الإعاشة للأسر المضارة.. وأجل الرئيس مبارك ارتباطاً كان مقرراً في الاحتفال بعيد العلم وتكريم مجموعة من خيرة العقول المصرية. في الوقت الذي تحركت فيه القوات المسلحة لتقدم جهدها الكبير في دعم عمليات إغاثة المضارين ومدهم بمواد الاعاشة وانشاء معسكرات الإيواء.. بينما بدأ شباب الهلال الأحمر المصري تنفيذ خطته للطوارئ في إغاثة المتضررين. انشغالاً رئاسياً مستمراً بالبسطاء و"الغلابة" من أبناء هذا الوطن.. انشغالاً لم يكن هو الأول ولن يكون الأخير من الرئيس مبارك بأسر مصرية تتعرض لمحنة.. فيسخر كل أجهزة الدولة وما تملكه من امكانيات لرفع معاناة تعرضت لها وسرعة إزالة آثارها. ومن ثم فإن أهالينا في أسوان ومحافظات سيناء أمام ما تعرضوا له.. في خير وبخير.