طالب المخرج المسرحي جلال الشرقاوي، صديق الكاتب الراحل مصطفي محمود، الحكومة المصرية بإعادة إذاعة حلقات برنامج "العلم والإيمان" التي وصلت إلي 400 حلقة وبيعها بأسعار مخفضة علي اسطوانات C D، وتمويل إنتاج مسرحيته "رحلة إلي الجنة والنار"، التي لم يتمكن محمود من إنتاجها، وذلك في الاحتفالية التي أقامها مركز "طلعت حرب" الثقافي مساء الأربعاء الماضي بعنون" مصطفي محمود..الإنسان والقيمة". أكد الشرقاوي أن محمود يعد ثالث كاتب علي مستوي العالم يكتب عن العالم الآخر بعد دانتي في "الكوميديا الإلهية"، وأبي العلاء المعري في "رسالة الغفران"، قائلا: قام محمود بعرضها علي شيخ الأزهر الشيخ طنطاوي ووافق عليها، علي الرغم من أن الأزهر رفض من قبل مسرحية غنائية باسم "الطوفان"، تتكلم في حقيقة اليوم الآخر، وكان قد بشرني أن الموسيقار محمد عبد الوهاب سيقوم بتلحين أغانيها، وبالفعل استقبلنا عبد الوهاب، لكن الرقابة الدينية حالت دون إنتاجها وإخراجها". وحكي الشرقاوي عن أول مسرحية كتبها مصطفي محمود وتقدم بها ليتم إخراجها بالمسرح القومي قائلا: "حينما أصدر محمود كتاب (الله والإنسان)، تعالت أقلام أهل اليسار تهليلا وتمجيدا لهذا الوافد اليساري الجديد، لدرجة أن لويس عوض أطلق عليه اسم منشئ المدرسة التشاؤمية في الأدب، وكتب عنه محمود أمين العالم ولطفي الخولي، لكنه حينما وصل إلي الله اتهموه بالردة اليسارية ورفض المسرح القومي إخراج المسرحية، لأن أهل اليسار كانوا يسيطرون عليه في ذلك التوقيت، إلي أن قام توفيق الحكيم ورشاد رشدي بإنشاء مسرح باسم الحكيم قمت فيه بإنتاج المسرحية وعرضها عام 1965، وقد لاقت نجاحا كبيرا رغم أنها مسرحية ذهنية تناقش موضوعات: الله والإنسان والوجود، عبر أسرة تتكون من أربعة أجيال اعتقدت أن الزلزال هو يوم الحساب فأخذ كل فرد في مراجعة نفسه". وأشار المستشار القانوني للراحل طارق نجيدة للمسرحية التي نوه عنها جلال الشرقاوي وهي مسرحية "رحلة إلي الجنة والنار" وقال: "هي المسرحية الوحيدة التي قبلها الأزهر ورفضتها المصنفات الفنية، وحينما كسبنا القضية التي رفعناها علي المصنفات، لم يكن لدينا الأموال الكافية لإنتاجها". وفي كلمته طالب الدكتور زغلول النجار الشباب بألا يعتمدوا علي فطرتهم فقط وأن يتفكروا بأنفسهم في حقيقة الدين الذي ينتمون له، اقتداء بالكاتب الراحل مصطفي محمود، وذلك في ظل ما أسماه بعصر الفتن وفساد الرسائل الإعلامية والتعليمية. واستعرض النجار أفكار الراحل قائلا: "درس محمود بجامعة القاهرة، فافتتن بالفكر اليساري وهو ما تنبئ عنه كتاباته في مجلتي "صباح الخير" و"روزاليوسف" لكنه لم يكن عدوانيا كطبيعة اليساريين، ثم انتقل من مرحلة الشك إلي اليقين وآمن أن الإسلام رسالة نهائية تنير الطريق أمام البشرية، واتجه للعمل الخيري وأنشأ جمعية مصطفي محمود لعلاج المرضي". قام مدير صندوق التنمية الثقافية محمد أبو سعدة، بمنح درع التكريم لأسرة مصطفي محمود ، وقالت ابنته أمل عند تسلمها الدرع: "التكريم الحقيقي لأبي هو أن يكف الناس عن كثرة الكلام ويتجهوا للفعل، وأن يجمع الشباب بين العلم والعبادة والعمل الصالح، وأن يهتموا بالقراءة، وأن يساعد رجال الأعمال المحتاجين اقتداء بمنهجه في الحياة"، وتم عرض فيلم وثائقي عن حياته التي امتدت منذ عام 1921 وحتي رحيله يوم السبت الموافق 31 من أكتوبر 2009، وكذلك تنظيم معرض لأعماله المسرحية والفكرية والفلسفية التي قاربت ال89 كتابا. وفي تقديمه للاحتفالية شبهه حسن الشاذلي بالإمام أبو حامد الغزالي وقال: "استغرق الغزالي ستة أشهر في حالة البحث الروحي، بينما ظل مصطفي محمود ثلاثون عاما يبحث عن نفسه وعن علاقته بالله، حتي قطع الرحلة ما بين الشك واليقين، بينما وصفه نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مصطفي محمود الدكتور عمرو حلمي بالزاهد، وأعلن المستشار الإعلامي للجمعية شريف الجندي أنه بصدد إصدار كتاب عن الراحل بعنوان "مصطفي محمود..الإنسان والقيمة".