سيكون عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان علي موعد مع المتعة الكروية عندما يواجه منتخب كوت ديفوار الرهيب نظيره الغاني القوي الليلة ضمن لقاءات الجولة الثانية بالمجموعة الثانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً بأنجولا. وهي مباراة أقل ما يقال عنها أنها نهائي مبكر ومن المتوقع أن تحفل بالإثارة والندية نظراً لتقارب مستوي الفريقين وامتلاكهما لكوكبة من أفضل نجوم العالم. وسيدخل المنتخب الإيفواري هذه المباراة بحثاً عن الفوز ولا شيء سواه بعد الموقف الصعب الذي وضع نفسه فيه عقب تعادله في لقائه الأول أمام بوركينا فاسو. ويعتمد افيال كوت ديفوار علي كتيبة من النجوم اللامعة في مقدمتهم القناص الخطير ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي ومعه يايا توريه نجم برشلونة وشقيقه كولو توريه مدافع مانشستر سيتي وباكاري كونيه لاعب مارسيليا وأرونا كونيه مهاجم إشبيلية بالإضافة لديديه زوكورا وارثر بوكا وعبدالقادر كيتا ومارك زورو. ولو اعتمد المنتخب الإيفواري علي هؤلاء النجوم فقط فقد لا يحقق مراده خاصة أنه لا يمتلك أهم ميزة في عالم كرة القدم وهي الجماعية في الأداء وهو ما ظهر عليه في لقائه الافتتاحي بالمجموعة أمام بوركينا فاسو. بالإضافة لعيب آخر أخطر وأقوي أثراً علي الأفيال العاجية وهو الغرور الذي يصيب بعض اللاعبين أثناء المباريات ما يدفعهم إلي هاوية وأدي لإخفاقهم في البطولتين السابقتين. ورغم ذلك أكد النجم ديديه دروجبا أن منتخب بلاده هو الأفضل في أفريقيا ومازال أقرب المرشحين للحصول علي لقب كأس الأمم. واتهم المهاجم الإيفواري حادثة منتخب توجو بأنها السبب في فقدان لاعبي منتخب بلاده للتركيز في لقاء بوركينا فاسو.. وقال دروجبا «تركيز اللاعبين في المباراة الأولي لم يكن علي أحسن ما يرام لكننا الآن أحسن حالاً وسيظهر ذلك في مباراتنا اليوم مع منتخب غانا وسنفوز باللقاء». وتبدو معالم الغرور أو الثقة الزائدة في تصريحات دروجبا الذي وعد صراحة بتحقيق الفوز علي غانا رغم أن الأخير من أقوي منتخبات أفريقيا. وعلي عكس دروجبا تحلي فاهيد خاليلهودزتش المدير الفني لكوت ديفوار بالواقعية مؤكداً أن فريقه تحت الضغط حيث قال في تصريحات صحفية: «لقد وضعنا أنفسنا في موقف صعب.. وأمامنا اليوم مباراة في غاية القوة أمام غانا ولا بديل عن الفوز لأن أي نتيجة سواه قد تطيح بنا خارج البطولة». وفي المقابل يدخل المنتخب الغاني هذه المباراة بأعصاب هادئة نوعاً ما لأنه يقع علي لاعبيه نفس الضغط العصبي الواقع علي نجوم الأفيال.. ولكن هذا الهدوء قد يكون سلاحا ذو حدين. ورغم الإصابات والغيابات العديدة التي ضربت منتخب النجوم السوداء مثل جون منساه وجون باينتسيل والقائد ستيفن أبياه ولاريا كينجستون إلا أنه مازال يملك تشكيلة قوية وأسماء رنانة لعل أبرزها مايكل إيسيان نجم تشيلسي والذي يسابق الزمن للحاق بالمباراة بعد الإصابة التي كان قد تعرض لها مؤخراً ولكن كل التقارير الطبية تؤكد مشاركته في لقاء اليوم.. وبجوار إيسيان هناك المهاري أندري أيوا نجل عبيدي بيليه والذي تألق في كأس العام للشباب وشقيقه إبراهيما أيوا لاعب الزمالك وكذلك دومينيك أدياه لاعب ميلان وهداف مونديال الشباب. وبالإضافة للنجوم يمتلك المنتخب الغاني ميزة كبيرة حيث يعتبر أصغر المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية الحالية ويبلغ متوسط أعمار لاعبيه 23 عاماً و3 أشهر وتضم قائمته ثمانية لاعبين تواجدوا في قائمة منتخب غاناً للشباب الذي فاز بكأس العالم الأخيرة. من جانبه أكد المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش أنه سيدخل مباراة اليوم بهدف واحد فقط وهو تحقيق الفوز رغم اعترافه بقوة وشراسة المباراة. من ناحية أخري تحمل مباراة الليلة تحدياً خاصاً بين النجمين إيسيان ودروجبا علي اعتبار أنهما يعتبران أفضل لاعبي القارة في الأعوام الأخيرة كما أنهما يلعبان في ناد واحد وهو تشيلسي الإنجليزي.. وكلاهما يحلم بقيادة بلاده نحو التتويج.