اعتاد عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقديم هدية للأقباط في كل عيد، عبارة عن كتاب يتناول بعضا من أحداث هذا العيد، وتفاسير الآيات الخاصة به، ومؤخرا صدر عن سلسلة "كتاب وطني"، كتاب عن عيد ميلاد المسيح، حمل عنوان "هدية العيد"، شارك في إعداده أجيال متعاقبة من فريق وطني، وضم الكتاب صورا لمجموعة من أشهر أيقونات الميلاد لعدد من فناني العالم مثل بول جوجان وجيوتو ويفيجني ديماكوف وإيزاك فانوس. كتبت المقدمة الكاتبة ليلي الحناوي التي طرحت تساؤلاً حول معني العيد، فقالت ما هو العيد؟ هل هو المناسبة الدينية التي نمر بها، وتمر علينا مرات كل عام، ويتلون معناها في عيون البشر، كل حسب إحساسه؟ إلي أن تصل إلي أن العيد الحقيقي أن ندرك كيف نفرح ونعيش هذا الفرح في القلب. يبدأ الكتاب بمقال لقداسة البابا شنودة الثالث يجيب فيه عن السؤال اللاهوتي: لماذا جاء المسيح إلي عالمنا؟ ويصل البابا عبر مقالة إلي أن المسيح قد جاء لأنه أحب العالم، فقصة الميلاد في جوهرها هي قصة حب، أحب الله العالم المقهور والغلوب الذي لا يفكر في حب نفسه، ولا يسعي إلي خلاص نفسه، العاجز عن إنقاذ نفسه. ثم يأخذنا الكتاب في جولة روحية في مدينة بيت لحم وكنيسة المهد، المكان الذي سمعت منه الملائكة تنشد: "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة"، واستعرض المقال تاريخ الكنيسة التي تعرضت للدمار أكثر من مرة علي اليهود السامريين والفرس، ويذكر الكتاب أنه عندما فتح العرب المدينة ولم تتضرر المدينة والكنيسة بفضل تبني الخليفة عمر سياسة دينية متسامحة، أدت إلي قيام حياة ثقافية مشتركة بين المسيحيين والمسلمين. وينتقل الكتاب لتقديم بعض مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، مثل الشجرة الشهيرة التي انتقلت من الأعياد الرومانية إلي المسيحية، والتي قامت بإعطائها معاني جديدة فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من زينة الميلاد، وتم استخدمها لأول مرة في القرن العاشر بإنجلترا، أما المغارة التي تجسم أشكال العذراء والطفل ويوسف النجار والرعاة وبعض الحيوانات، فيوضح الكتاب أنها تعود بشكلها الحالي إلي القديس فرنسيس الأسيزي، الذي صمم المغارة عام 1223 أما بابا نويل فشخصيته ترجع إلي القديس نيقولاوس أسقف مورا باليونان، الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، وكان يساعد الفقراء بتقديم العطايا وهو متخف، ثم يقدم الكتاب لوحات تلوين للأطفال لكي يستمتع به كل أفراد الأسرة. كما ضم الكتاب عرضا لرواية "ترنيمة عيد الميلاد" لتشارلز ديكنز، ويختتم الكتاب بوصفات لربة المنزل مثل طرق صناعة الغريبة والكحك والمكرونة بالبشاميل.