وصف د.عبدالستار المليجي عضو شوري جماعة الإخوان المحظورة السابق ما قيل عنه إنها انتخابات لأعضاء مكتب الإرشاد وأكبر عملية تزوير في تاريخ الجماعة لصالح أعضاء التنظيم السري واستخفاف بشباب وأجيال الجماعة الذين بايعوا علي السمع والطاعة دون ادراك ماذا فعل بهم التنظيم الخاص بقيادة محمود عزت. وقال المليجي إن الأزمة كان مخططا لها منذ فترة طويلة بهدف استبعاد العناصر المخالفة في الرأي، مؤكدًا أن اختيار قيادات التنظيم السري للقيادي عصام العريان في مكتب الإرشاد جاء كنوع من الديكور ليكون واجهة إعلامية فقط.. »روزاليوسف« ناقشت معه أبعاد الأزمة الأخيرة التي شهدتها الجماعة وهذا نص الحوار: ما تقييمك لما حدث داخل جماعة الإخوان في أزمتها الأخيرة؟ -كنت أول من حذر من وجود تنظيم سري يقوده محمود عزت يسعي للسيطرة علي التنظيم الإخواني بداية من كيانها المالي حتي مراكز الإدارة العليا في مكتب الإرشاد وبدأت تحذيرات منذ أربع سنوات تقريبًا إلي أي مدي هو تنظيم له ملامح واضحة؟ بالفعل له ملامح واضحة بشكل كبير خاصة للمتابعين من داخل الجماعة وأكثر ما كنت أخشاه هو استيلاؤهم علي أموال الأعضاء ومراكز السلطة وهذا ما حدث بالفعل الآن بعد الأزمة الأخيرة. وهل لدي القواعد معلومات كافية حول وجود وطبيعة نشاط هذا التنظيم؟ أفراد الصف ليس بيديهم شيء لأن هذه المجموعة تزور إرادتهم بشكل منتظم عبر الحيل المختلفة والالتفاف حول اللوائح التي وضعها حسن البنا وتفصيلها علي حسب إرادتهم ومصالحهم. ما الوسائل التي تعتمد عليها هذه المجموعة؟ يملكون عدة وسائل من أهمها حجب المعلومات عن القواعد من خلال مبدأ السمع والطاعة وعدم إجراء انتخابات شفافة وواضحة والاكتفاء بإجراءات شكلية وعقد صفقات مع جهات لا يعلم بها جموع الإخوان رغبة في الاستمرار والسيطرة علي مقاليد الأمور بالجماعة. ما حجم تمثيل هذا التنظيم داخل مكتب الإرشاد؟ جميع أعضاء المكتب الحالي أعضاء في التنظيم السري بخلاف عصام العريان الذي تم اختياره كنوع من الديكور أو ك»بروش« لتحسين الصورة ومحاولة إضفاء نوع من الشرعية علي الانتخابات في الوقت الذي يعد فيه مجرد صورة لا قيمة لها داخل مكتب الإرشاد. في تقديرك ما سبب استبعاد د.عبدالمنعم أبوالفتوح و»محمد حبيب« من عضوية المكتب؟ أولا:ً لأنهما ليسا من أعضاء التنظيم الخاص السري وثانيًا: لأن لديهما أفكارًا واقعية للتفاعل مع الدولة المدنية ولن يسلموا عقولهم بسهولة لأعضاء التنظيم الخاص ولذلك كان القرار أن يزيلوا هؤلاء من أي شأن خاص بالجماعة لعدم عرقلة مسيرتهم للسيطرة عليها. وما رأيك في الأسمين المطروحين حتي الآن لتولي منصب المرشد محمد بديع ورشاد البيومي؟ في تقديري بديع أو بيومي لا يصلحان للمنصب لأنهما أدوات في أيدي مجموعة محمود عزت الذي استطاع أن يشكل الأعضاء بطريقة أن تختار مرشدًا متطرفًا من المحافظين أو مرشدًا متطرفًا من المحافظين أيضًا دون طرح مرشح إصلاحي حقيقي يملك القدرة علي الدعوة والعلم الديني.. كيف يدير شئون جماعة دعوية في الأساس من خلال خريجي كليات الطب والهندسة ولا يعلمون شيئًا عن أصول الدعوة والفقه وشئون الإسلام فهؤلاء الأشخاص يصلحون لقيادة نقابة وليس لقيادة جماعة بحجم الأخوات. وهل تنطبق هذه الشروط علي شخص مثل عبدالمنعم أبوالفتوح مثلاً؟ أبوالفتوح لديه مواصفات المفكر الملم بأمور الدين والدعوة بالإضافة إلي أنه لديه الرؤية السياسية ولذلك كانت رغبته في أن تتم الأمور بالشكل الصحيح من خلال عمل جمعية دعوية خاصة بالأخوات ومن يرغب في ممارسة السياسية فعليه أن يلجأ إلي عمل حزب سياسي والدولة لها كامل الحق في الموافقة عليه أو عدم الموافقة وعلي مؤسسي الحزب أن يلتزموا بالقانون الذي يعيشون تحت مظلة دولته. بعض المتابعين أرجع بداية المشكلة إلي أزمة تصعيد عصام العريان الأولي إلي أي مدي تتفق وهذا الطرح؟ أزمة العريان الأولي مخططة منذ البداية من التنظيم السري وبمشاركة من محمد مهدي عاكف وكان المقصود منها توجيه الدعوة إلي مجلس الشوري هو في الأساس منتخب بشكل مزور وفقد شرعيته لإجراء انتخابات لمكتب الإرشاد ليتم استبعاد الإصلاحيين وتبقي التيار المتشدد. ما آليات التزوير في هذا المجلس الفاقد للشرعية؟ أولا:ً لا يوجد ناخبون حقيقيون داخل هذا المجلس فجميعهم أعضاء تم اختيارهم وفقًا لمبدأ السمع والطاعة داخل القطاعات الجغرافية الموزع أعضاؤها بشكل يخدم مصالح المحافظين ونستطيع أن نوصفهم بأنهم اتباع للتنظيم الخاص وليسوا ناخبين حقيقيين. وثانيا: مرشحون تم اختيارهم بشكل مسبق والتركيز عليهم في التصويت بالإضافة إلي أن عمليات الفرز غير شفافة أو مستقلة ولا يوجد أي سند قانوني للطعن عليها. ما الآلية التي يمكن للقواعد التحرك من خلالها لمواجهة هذه المخالفات؟ القوعد لا تعلم بوجود المخالفات أساسًا لأنها لا تصدق كل ما يقال في الإعلام ولا تسمع إلا القيادات.. وحتي إذا ما امتنعت بوجودها وهذا غير وارد فليس لديها آلية للدفع عن حقوقها لأنها رهينة مبدأ السمع والطاعة والثقة في القيادات وهذا ما جعل المتشددون يستخفون بهذه القواعد ويدعون إلي انتخابات في الوقت الذي يشاءون دون اعتبار لهم. بماذا توصف حالة محمد حبيب الذي عمل مع المحافظين ثم هو الآن محسوب علي الإصلاحيين؟ في تصوري محمد حبيب أستاذ جامعي محترم لم يريد أن يدخل في منازعات مع هؤلاء الأشخاص وأنا أدعوه إلي تركهم لسوء عملهم. هل هذه دعوة لترك الجماعة؟ الجماعة التي لا تقدر رموزها ولا تستحق أن تضم هؤلاء النخب فاستبعاد حبيب واستبعادي في وقت سابق وعبدالمنعم أبوالفتوح وكل من يفكر يدل علي عقم أفكار المسيطرين علي الجماعة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ماذا يجني أعضاء التنظيم الخاص في هذه السيطرة؟ بالطبع يجنون أموالاً طائلة من خلال سيطرتهم علي الاشتراكات الخاصة بالأعضاء والصدقات لخدمة أغراضهم الشخصية وذلك من خلال عدم احترامهم للمصاريف الشرعية لأموال الزكاة والتبرعات واستخدامها في الانتخابات التشريعية الشعب والشوري والمطبوعات الخاصة بالجماعة والرواتب الكبيرة التي يحصلون عليها من التنظيم وامتيازات حياتية أخري من مقرات وشقق وسيارات مخصصة لأعضاء المكتب. كيف تري مستقبل الجماعة خلال السنوات المقبلة؟ مزيد من الانزواء والانكفاء ومزيد من المشكلات مع الحكومة ومشاكل خاصة بالتنظيم وستعود الجماعة لمناقشة قضايا تم الانتهاء منها بالفعل مثل هل نحن المسلمون أم جماعة من المسلمين وسيقرر المتشددون بأنهم المسلمين وأي شخص خارجهم كافر.