في الصباح الباكر.. استيقظ ياسر من نومه العميق علي صوت جرس الباب تعقبه طرقات متسارعة.. قفز من علي سريره يفرك في عينيه.. وفتح باب شقته بلهفة ليجد أمامه شاباً صينياً يرسم ابتسامة عريضة علي وجهه متحدثاً باللغة العربية الفصحي السلام عليكم. رد عليه ياسر متخيلاً أنه من بائعي الملابس الصينية الذي تعود عليهم بمنطقة حدائق القبة إلا أن الشاب نظر إلي شعر ياسر المنكوش قائلاً أنا حلاق أذهب إلي المنازل لأقوم بقص الشعر وحلاقة الذقن بالطريقة التي تختارها ثم أخرج كتالوجاً خاصاً ليعرض عليه تسريحات نجوم كرة القدم والفنانين مقابل 5 جنيهات فقط. شرد ذهن ياسر مسترجعاً ذكرياته في قريته مسقط رأسه عندما كان يجلس أمام حلاق القرية وينهض علي ركبتيه ويسلمه رأسه ولا يفيق إلا بعد سلخه ويري الدم ينزف من وجهه. كما استرجع أيضاً الطابور الطويل انتظاراً لدوره في صالونات الحلاقة عندما قدم إلي القاهرة. انتبه ياسر إلي صوت الحلاق الصيني واستيقظت زوجته من نومها وهنا نظر إليها الشاب قائلاً يا مدام زميلتي في مدخل العمارة وتعمل معي كوافيرة ولديها تشكيلة رائعة من التسريحات المناسبة إلي جانب المانيكير والباديكير بسعر خاص 10 جنيهات. وعرض الحلاق الصيني علي ياسر حرية الاختيار ما بين استخدام أدواته أو إذا كانت لديه أدوات خاصة أما إذا كان لديه أطفال فهناك تخفيض كبير لو قام بالحلاقة للأسرة كلها وقبل أن ينطق ياسر بكلمة واحدة قال له الشاب الصيني هذا رقم هاتفي المحمول لو رغبت في التعامل معي تجدني عندك علي الفور.