الخوف يحاصر البيوت قبل 48 ساعة من تطعيم التلاميذ ضد الأنفلونزا

استطلاع - محمود فاضل
أجواء الخوف والقلق سادت البيوت المصرية خلال الأيام الأخيرة، وترقبًا لبداية تطعيم التلاميذ بمصل الأنفلونزا بعد غد، خاصة بعد شائعات إصابة 16 شخصًا بالشلل بعد أن تناولوا المصل، ولذلك رصدت "روزاليوسف" هذه الأجواء، فكشفت أزمة ثقة صاحبت قرار وزارتي التربية والتعليم والصحة بتطعيم طلاب المدارس بسبب شائعات تسبب هذا المصل في الإصابة بأمراض خطيرة علي المدي الطويل، فالغالبية لا تزال في حيرة من أمرها ولم تتخذ موقفًا محددًا من هذا التطعيم، وعدد كبير من أولياء الأمور يرفض أن يكون أطفاله "حقول تجارب"، في الوقت الذي رحب آخرون بهذه الخطوة باعتبارها حماية لأبنائه وستحد من انتشار المرض!
"روزاليوسف" استطلعت آراء بعض أولياء الأمور وطلبة المدارس في عينة عشوائية بين المدارس الخاصة والحكومية، والبعض رفض التشكيك في المصل وأكد الطلاب أنهم لن يتعاطوا هذا التطعيم ولن يذهبوا بعد غد الأحد إلي المدارس حتي لا يطعموا!
سيد عبدالنبي موظف في الهيئة العامة للضرائب ولي أمر تلميذين أحدهما في الصف الثاني الابتدائي والآخر في الصف الخامس بمدرسة الزهراء بمصر القديمة قال المدرسة مغلقة بسبب زيادة الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير وعلمنا أنه في بداية الأسبوع المقبل سيبدأ التطعيم ضد هذا المرض ولا نعلم إذا كانت ستفتح المدرسة من أجل ذلك أم لا، موضحًا أنه موافق علي تطعيم أبنائه لأنه سأل أحد أقاربه الذي يعمل في وزارة الصحة، وأكد له أن التطعيم آمن.
وأضاف عبدالنبي أنه لا يقتنع بوجود أعراض جانبية أو أمراض مستقبلية خاصة أن الجميع معرض للإصابة بالأنفلونزا وهذا المصل سيحد من انتشاره.
ووافقه في الرأي "عادل فيكتور حلمي" ولي أمر أحد التلاميذ بمدرسة السيدة زينب واصفًا ما يثار من شائعات حول هذا المصل بأنه غير صحيح وأنه شدد علي ابنته أن تأخذ التطعيم في أول حملة للمدرسة طالما أنه خاضع لإشراف من وزارة الصحة.
وقال عاطف عبدالوهاب الموظف بمؤسسة دار الهلال الصحفية وولي أمر طالبين بالمرحلة الإعدادية: "أنا محتار ومش عارف أقرر"، مضيفًا أن زملاءه في العمل كلهم رافضون وأولياء أمور تلاميذ المدرسة التي بها أبناؤهم أيضًا رافضون ويكتبون إقرارات بذلك وقال: أنا مازلت لم أحدد موقفي وإن كان أقرب للرفض لأننا لسنا لدينا ثقة في هذا التطعيم وهناك شائعات حول تأثير هذا المصل في الإصابة ببعض الأمراض خاصة أن وزارة التربية والتعليم أعلنت أن من يفوته هذا التطعيم سيكون من الصعب أن يأخذه فيما بعد.
وأكمل: أنه لا يعني ظهور وزير الصحة في التليفزيون وهو يأخذ المصل أنه بالفعل أخذ المصل الذي سيعطي للتلاميذ لأنه بالتأكيد سيأخذ مصلاً بمواصفات، ويمكن أن يكون أخذ حقنة فيتامين مثلاً وقالوا عليها مصل مشيرًا إلي أنه يسكن في حي شعبي في شبرا الخيمة ورغم أن معدل الإصابة في مصر تعدي 10 آلاف حالة فإنه لم يشاهد أحدا يعرفه أو في منطقته أصيب وهذا يعني أن المرض بعيد!
وأوضح محمد حسن ولي أمر أحد التلاميذ بمنطقة فيصل بالجيزة أن أي لقاح في الدنيا يكون له مضاعفات وهذا اللقحا لم يأخذ حقه في التجارب لبيان أضراره علي البشر فمن الصعب أن نغامر بأطفالنا ونجعلهم حقل تجارب لتطعيم لا ندري نفعه من ضرره مضيفًا أنه سيذهب بنفسه إلي المدرسة بعد غد لأخذ تعهد من المدرسة أنها المسئولة عن أي أضرار تلحق بابنه في حالة أخذه هذا التطعيم وإلا لن يسمح بهذا التطعيم.
وشاركه في هذا الرأي وليد صبري ميكانيكي سيارات ولي أمر تلميذ بمدرسة خاصة بمنطقة الهرم التعليمية قائلاً: نخاف من المرض في نفس الوقت نخاف من المصل فأنا ابني يشكو من حساسية في صدره وأخاف جدًا من إصابته بمضاعفات ولكن في نفس الوقت الناس كلها خائفة من التطعيم خاصة أننا لا نعلم مصدره، ولماذا لم تطعم الدول الأوروبية أطفالها بهذا الطعم بل وصل الأمر إلي أن بعض الدول منعت دخوله، وطالب بإغلاق المدارس خلال هذه الفترة وحتي ينتهي موسم الشتاء الذي فيه تكثر الإصابة بالمرض.
أما إسلام حمدان طالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة خاصة في منطقة الدقي فأكد أنه لن يأخذ التطعيم واتفق مع أهله علي ذلك قائلاً: قرأنا في الصحف أن التطعيم يسبب خفض معدل الذكاء والعقم والسرطان والشلل علي المدي الطويل ووصلتنا إيميلات من مصادر مختلفة تحذر من خطورة هذا المصل وصاحب هذا كله تصريحات متضاربة من المسئولين فقالوا إن الفيروس غير مقلق ثم قالوا إنه خطر وقالوا إن التاميفلو لا يؤخذ إلا بأمر الطبيب وبعد ظهور نتيجة التحاليل والآن يقولون إن أي شخص يشعر بأعراض بأخذه علي الفور كما أن هناك مدارس مصابة ولم تغلق فمن أين تأتي لنا الثقة والأمان.
اللافت هو ما أكده أحمد عادل الطالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة خاصة بمنطقة الدقي حول أن بعض المدرسين حذروهم من أخذ هذا اللقاح كما أنه سأل دكتورا صيدليا وحذره أيضًا، وأوضح له أن من لديه مناعة قوية سيتغلب علي هذا المرض لأنه لا يحتاج أكثر من الرعاية وتناول بعض المقويات بدلاً من المغامرة بأخذ هذا اللقاح الذي له أضرار أكثر من فوائده علي المدي الطويل!