بعد منافسة شرسة في ماراثون اليونسكو، لعبت بها التربيطات السياسية الدور الأبرز، فازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب الأمين العام للمنظمة، بعد منافسة قوية مع المرشح المصري فاروق حسني، الذي كان أقرب للفوز بعد فوزه في الأربع جولات الأولي للانتخابات، لتأتي بوكوفا لتحسم فوزها في الجولة الفاصلة، ب31 صوتا مقابل 27 صوتا لفاروق حسني. ورأي المتابعون لانتخابات المؤسسة الثقافية العالمية أنها تم تسييسها، وخاضها اللوبي اليهودي في أوروبا ضد فاروق حسني، وتم انتزاع تصريحاته بشأن حرق الكتب العبرية من سياقها، لاستغلالها ضده، بالإضافة إلي الموقف الأمريكي المعارض والمعلن قبل بداية الانتخابات. وأرجع البعض ما حدث إلي أن إسرائيل لن تسمح لأي مرشح عربي بالفوز، وهي علي أبواب العمل الجاد لتهويد القدس، وأنها المرة الأولي التي يحدث فيها استقطاب بين دول الشمال ودول الجنوب، ولأول مرة تقف دول أوروبا بشراسة في مواجهة دول الجنوب. وعقب الفوز أعلنت فرنسا عن سعادتها بفوز بوكوفا، كما عبرت بلغاريا عن بالغ فرحتها لفوز مرشحتها التي تنتمي إلي دولة صغيرة في وسط أوروبا، ومن أهم الأعمال المنوطة ببوكوفا في منصبها الجديد، تنفيذ البرامج التربوية والحفاظ علي التراث العالمي وحماية حرية الرأي والتعبير. قامت بوكوفا بزيارة مصر في أولي محطاتها الخارجية، والتقت الرئيس مبارك وفاروق حسني في بادرة منها مؤكدة ضرورة وجود قنوات للتعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو. بوكوفا سياسية بلغارية وعضوة في البرلمان البلغاري، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، عملت سفيرة لبلادها في فرنسا والمغرب، وهي من مواليد 12 يوليو عام 1952 وبعد حصولها علي الثانوية العامة التحقت بمعهد موسكو للعلاقات الدولية.