استمر مسلسل الاعتقالات في إيران التي يتعرض لها أنصار الإصلاحيين المناهضين لسياسة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، حيث جري اعتقال المزيد من المعارضين أمس في أعقاب أحداث العنف الاخيرة. وذكرت مصادر للمعارضة أن ما لايقل عن أربعة أشخاص معروفين جري اعتقالهم من بينهم شقيقة الكاتبة شيرين عبادي الحائزة علي جائزة نوبل للسلام عام 2003 والصحفي ما شاء الله شمس الواعظين. وقد اعتقلت نوشين عبادي المحاضرة في كلية الطب في طهران بسبب أنشطة شقيقتها في مجال حقوق الانسان حيث إنها عالمة وليست لها علاقة بالنشاط السياسي. ونفت المصادر الشائعات التي أفادت بأنه جري اعتقال الرئيس محمد خاتمي أيضا وقال إنه بخير وآمن في منزله، مشيرة إلي أن العديد من مساعدي زعيم المعارضة مير حسين موسوي قد تم اعتقالهم. وقد تم اعتقال 300 متظاهر في طهران في أعقاب أحداث يوم الأحد الماضي كما تم احتجاز 500 شخص في مدينتي أصفهان ونجف آباد الواقعتين في وسط إيران. وتواصلت الردود الدولية المنددة بما وصفته ب"التدخل العنيف الوحشي" للشرطة الإيرانية ضد المتظاهرين في إيران والذي أدي إلي وفاة ثمانية أشخاص واعتقال العشرات بينهم عدد من رموز التيار الإصلاحي المعارض. وانضمت روسيا، التي تملك علاقات قوية مع إيران، إلي قائمة الدول الغربية في انتقادها لإيران، وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن قلقها من الأحداث داعية السلطات الإيرانية إلي "ضبط النفس والبحث عن حلول وسط علي أساس القانون، وبذل جهود سياسية لمنع مزيد من التصعيد في المواجهة الداخلية". كما تطرق الرئيس الأمريكي أوباما لأعمال العنف والاحتجاجات في إيران في خطابه مساء أمس الاول في هاواي، وأكد إدانته لما وصفه بالقهر والعنف الذي تعرض له المتظاهرون في إيران. وقال "إن ممارسة الحكم من خلال القهر لن يؤدي إلي القضاء علي آمال المواطنين"، مؤكدا وقوف بلاده مع المحتجين. كما أدان الاتحاد الأوروبي "العنف ضد المتظاهرين" في إيران ووصفت الرئاسة السويدية للاتحاد في بيان لها "الاعتقالات العشوائية بحق المتظاهرين" بأنها تمثل انتهاكاً خطيراً للحقوق الأساسية للإنسان. كما أدان وزير الخارجية النمساوي ميشال سبينديليجر "قمع" الاحتجاجات في إيران، وقال إن عليها أن تعلم أن المجتمع الدولي كان "يراقب تصرفات قوات الأمن عن كثب"، مضيفاً أن "اعتداءاتهم الوحشية علي المدنيين المحتجين الذين كانوا يمارسون فقط حقوقهم السياسية الأساسية، أمر غير مقبول".