وضعت الحكومة الاسرائيلية عراقيل جمة امام اتمام صفقة تبادل الاسري مع حركة حماس رغم تأييد غالبية الاسرائيليين لانجاز عملية التبادل أيا كان الثمن وفقاً لآخر استطلاع رأي وسط توقعات بأن تدخل الصفقة مرحلة جديدة من الجمود. وكشفت الصحف الاسرائيلية الصادرة امس عن ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وافق علي انجاز صفقة الاسري شريطة نفي حوالي 021 اسيرا من اسري الضفة الغربية الذين سيتم اطلاق سراحهم الي غزة أو خارج الاراضي الفلسطينية كما رفضت اسرائيل الافراج عن عدد من الاسري بينهم مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الي جانب رفضها اطلاق سراح اسري عرب 84. وذكرت القناة الاولي بالتليفزيون الاسرائيلي ان حكومة تل ابيب سلمت الوسيط الالماني قائمة بأسماء الاسري الذين وافقت اسرائيل علي اطلاق سراحهم. وأوضحت ان القائمة تضم 521 من بين 071 أسيرا تشترط حماس أن يكونوا ضمن الصفقة ما يعني ان اسرائيل ترفض الافراج عن 54 أسيرا فيما اشارت مصادر فلسطينية إلي ان اسرائيل قلصت عدد الاسري الذين ترفض اطلاق سراحهم الي سبعة فقط بينهم البرغوثي وسعدات. من جانبها، أكدت مصادر اسرائيلية مطلعة ان الوسيط الالماني طلب من الحكومة الاسرائيلية ان تنظر مجددا في التحفظات التي ابدتها حيال الصفقة وقالت: ان تحفظات الحكومة الاسرائيلية بصيغتها الحالية سوف تصعب علي حركة حماس القبول. ويأتي موقف الحكومة الاسرائيلية في وقت اظهر استطلاع جديد للرأي العام في تل أبيب ان 25٪ من الاسرائيليين يؤيدون اتمام الصفقة بأي ثمن تطلبه حماس مبررين ذلك بأنه التزام اخلاقي من قبل الدولة تجاه جنودها الذين ارسلتهم للحرب. وبين الاستطلاع الذي اجري بالتعاون بين الجامعة العربية بالقدس والمركز الفلسطيني للبحوث والدراسات في رام الله ان 85٪ من الجمهور الاسرائيلي يؤيدون اطلاق سراح اسري من المواطنين العرب داخل الخط الاخضر قاموا بتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين مقابل اعادة جلعاد شاليط. وفي المعسكر الآخر قال محمود الزهار القيادي في حماس، ان الوسيط الالماني وصل امس الي غزة لتسليم الحركة آخر ما استجد علي الموقف الاسرائيلي من الصفقة. واوضح الزهار ان قيادة حماس ستبحث الاقتراح الاسرائيلي ثم ستنقل بعد ذلك نتائج المباحثات مع الوسيط الالماني الي دمشق عبر وسيط لبلورة الرد الفلسطيني علي الضفة. بينما اتهم مصدر في حماس اسرائيل بالسعي الي ابتزازها عبر تضييع الوقت في انجاز صفقة التبادل. وأكد المصدر ان اسرائيل تعلم أن حماس قدمت آخر ما عندها من مرونة في سبيل انجاز الصفقة وانها لن تقدم علي أي تعديلات في مطالبها، مؤكدا ان المطلوب هو توفر الارادة الاسرائيلية لانجاز الصفقة.