لا أستطيع أن احصي عدد التهاني التي تلقيتها من أبناء دار الهلال بعد فوز الأخ الكبير مكرم محمد أحمد في الجولة الثانية لانتخابات نقابة الصحفيين.. كانت الأعداد كبيرة ربما بعدد العاملين في دار الهلال كلها. لقد اعتبر كل العاملين، وليس الصحفيين فقط، في دار الهلال معركة مكرم محمد أحمد النقابية الأخيرة هي المعركة الشخصية لكل منهم. ولذلك منحوا له كل دعم ومساندة، رغم أنه ليس رئيسا لمجلس الإدارة ولا يملك سلطانا عليهم ولا يستطيع أن يضر أحدًا منهم وأن كان مازال يستطيع حتي الآن أن يفيده، بما يقدمه من خدمات لبعضهم حينما يلجأ إليه. لقد ساند العاملون في دار الهلال مكرم محمد أحمد دون توجيه من أحد في الإدارة أو من رؤساء تحرير مطبوعاتها المختلفة والمتنوعة.. ساندوه لأنهم يرونه خير من يصلح لمنصب نقيب الصحفيين بما لديه من خبرات حياتية ونقابية وقدرة وقوة علي استخلاص الحقوق، والدفاع عن مصالح الصحفيين. لم نحشد أحدًا، أو نحث أحدًا علي القيام بأي شيء، أو نمارس ضغوطا علي أحد لكي يتحرك من أجل مساندة مكرم.. وإنما تحرك الجميع من تلقاء ذاتهم.. دوافعهم كانت ذاتية وليست خارجية أو مفروضة عليهم وحينما احتشد العاملون لاستقبال مكرم محمد أحمد في بداية الأسبوع الانتخابي، كان هدفهم دعمه معنويا واقناعه بالاستمرار في المعركة الانتخابية، خاصة بعد أن علموا انه اختلي بنفسه يراجع ما حدث في الجولة الانتخابية الأولي وملابساتها وظروفها ونتائجها، فضلا بالطبع عن المتوقع حدوثه في الجولة الثانية التي فكر بضعة ساعات ألا يخوضها. ولم ندفع مليما في الانفاق علي الدعاية الانتخابية لمكرم محمد أحمد.. حتي الزميل الخطاط الذي تطوع لكتابة بعض اللافتات له أصر مكرم محمد أحمد أن يدفع له أجره باعتباره يؤدي عملا خاصا له، لا علاقة له بالعمل في دار الهلال.. ونفس الأمر ينطبق علي بقية بنود الدعاية الانتخابية.. لكن وقت الزملاء وجهدهم دفعوه عن طيب خاطر لمكرم محمد أحمد من أجل أن يفوز وبفارق ضخم من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات. كان ذلك تعبيرا عن أمور عديدة.. تعبيرا عن حبهم لمكرم محمد أحمد الذي قضي أحلي سنوات عمره في قيادتهم.. وتعبيرًا عن اعتزازهم بمؤسستهم "دارالهلال" ثاني أعرق دار صحفية في مصر والمنطقة العربية كلها.. وأيضًا تعبيرًا عن حرصهم علي أن تظل نقابة الصحفيين لجميع الصحفيين، مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية أو دياناتهم أو أعمارهم. ورغم أنني اعلنت منذ البداية انحيازي الواضح لمكرم محمد أحمد ومساندتي له الكاملة في معركته الانتخابية، إلا أنني لم الزم، ومعي كل المعاونين، أي زميل صحفي بالتصويت له في الانتخابات.. ان دار الهلال تعودت دائمًا علي حرية التصويت في أي انتخابات، سواء لمجلس الإدارة أو الجمعية العمومية، أو اللجنة النقابية.. أنها قاعدة أرساها مكرم محمد أحمد ذاته عندما كان يتولي قيادة دار الهلال، وهي ذات القاعدة التي حرصت علي التمسك بها عندما شرفت في الجلوس في مقعده منذ منتصف عام 5002.. وإذا كنا نطالب وننادي بممارسة ديمقراطية سليمة، فإنه من المنطقي أن نلزم أنفسنا بقواعد هذه الممارسة الديمقراطية السليمة.. وهذا ما فعلناه في دار الهلال. وإلي الغد إذا كان في العمر بقية.