هناك ضجة في أمريكا حول منتج لطيف جدا بحجم عقلة الإصبع يتضمن حساسا يقوم برصد عدة جوانب من صحة الجسم، وأهمها أنه يقوم بحساب الحركة التي يقوم بها الجسم، ويقوم بناء علي معلومات الشخص المخزنة مسبقا في هذا المنتج بحساب عدد الكالوريات التي يفقدها الجسم مع الحركة. أيضا يقوم هذا الجهاز بتخزين معلومات ما يأكله الشخص خلال اليوم ويقوم بحساب عدد الكالوريات التي اكتسبها الجسم بناء علي ذلك. في آخر اليوم، يمكنك استخدام قاعدة الجهاز لربطه بالإنترنت بالموقع التابع للمنتج لتخزين كل المعلومات، ثم علي أساس ذلك تقديم تحليلات وإحصاءات عن صحة الشخص ووزنه وبرنامج الريجيم الذي يتبعه. الضجة التي حصلت علي الجهاز، واسمهFitbit لم تأت فقط من الفكرة الخلاقة خلف الجهاز، وحجم الجهاز الصغير جدا وسهولة استخدامه بل أيضا لأن الإقبال كان هائلا علي الجهاز لدرجة أن الشركة لم تستطع تلبية الطلبات في الوقت المحدد، وصار الذين طلبوا الجهاز علي الإنترنت يعيشون قصة انتظار دامت أكثر من ستة أشهر، ولكن اللطيف أيضا كيف تعاملت الشركة مع جمهورها المنتظر حيث استخدمت فيسبوك وتويتر وغيرها من أدوات التواصل الاجتماعي لتخبر الجمهور بالمشكلات التي تعيشها الشركة أولا بأول، وسبب التأخر الذي يحصل بشكل يومي، الأمر الذي كان له دوره في "طمأنة" الجماهير، ومثل درسا جديدا في استخدام الإنترنت في التسويق. الثمن الذي دفعته الشركة بسبب التأخر كان هو إقبال الشركات الأخري علي إنتاج منتجات مماثلة، وإن كانت أقل تميزا وجودة، ومنها شركة "فيليبس" والتي أنتجت جهاز DirectLife والتي تتابع تطورات بناء الجسم، وشركة أخري أنتجت جهاز BodyBugg والذي يتم لبسه حول المعصم، وشركة ثالثة أنتجت WakeMate والذي يراقب نوم الشخص وسلوكه الصحي، وإذا كان جهاز Fitbit يفعل ذلك كذلك، فإن الجهاز الجديد يقوم أيضا بإيقاظك في بعض الأوقات حتي يحافظ علي سلوك النوم الصحي للجسم. هذا الإقبال الرهيب علي الأجهزة التي تراقب صحة الجسم، لديه تطورات كثيرة، منها مثلا الأجهزة التي تراقب الصحة النفسية للإنسان، وهذا يعني المزيد من تدخل التكنولوجيا في حياة الإنسان اليومية وخاصة عندما يتم تخزين هذه المعلومات علي الإنترنت ويصبح بالإمكان تكوين قواعد بيانات حولها، كما يمكن تقديم نصائح صحية تتوافق مع مستوي الإنسان الصحي، بالإضافة لإيجاد نوع من التواصل الاجتماعي بين أولئك الأشخاص الذين يهتمون بأمر ما له علاقة بصحتهم. الاستفادة من التكنولوجيا بشكل شخصي لمراقبة الصحة سيكون لها آثارها الكبيرة علي حياة الناس الصحية وتعاملهم مع المستشفيات والأطباء، وسيحفز نشوء صناعة المعلومات الصحية الشخصية بعد أن كان الطب والصحة دائما أسرارًا في عقول الأطباء، ومن يدري فلعل هذه الأجهزة الصغيرة تنجح فيما عجزت عنه آلاف الحملات التوعوية وجهود الأطباء حول العالم لترشيد حفظ الناس لصحتهم.