علي سلالم نقابة الصحفيين صباح الأحد الماضي وقف الزميل ضياء رشوان الذي يصنف نفسه بوصفه مرشح الاستقلال، وعلي يمينه ويساره اثنان من أبرز رموز التيار الاستقلالي وهما الأستاذان حمدين صباحي ومصطفي بكري، وليس خافيا علي أحد أن الثلاثة المستقلين ينتمون فكريا وسياسيا للتيار الناصري، لكن الغريب والمثير أن قادة الاستقلال المزعوم في نقابة الصحفيين كانوا تقليديا من أشد داعمي ومساندي وأنصار إبراهيم نافع حينما كان رئيسا لمجلس إدارة الأهرام ورئيسا لتحريرها وهو صاحب الرقم القياسي نقيبا للصحفيين. وفي محاولات تنشيط الذاكرة أذكر أن المناضل الناصري حمدين صباحي سبق له الترشح لعضوية مجلس النقابة عام 1999 علي قائمة المرشح "الحكومي" إبراهيم نافع، وقد أراد نافع وقتها ترشيح قائمة متنوعة تضم جميع ألوان الطيف السياسي فاختار من التيار الناصري حمدين صباحي ويحيي قلاش، ومن الإخوان صلاح عبد المقصود، ومن الشعب مجدي أحمد حسين وكان يريد ترشيح أيمن نور من الوفد، ولعل الزميل نصر القفاص لا يزال شاهدا علي هذه "التربيطة"، خاصة انه عقد اجتماعا مع أيمن نور في كافتيريا "الجريون" لهذا الغرض. حين كان الأستاذ حمدين صباحي الذي أحترمه وأقدره عضوا في نقابة الصحفيين قد صوت مع جميع أعضاء المجلس قبل انتهاء مدته القانونية بأسبوع علي قرار بحل المجلس استنادا إلي حكم قضائي، لفتح الباب أمام إبراهيم نافع "المرشح الحكومي" كما يقولون الآن لإعادة ترشيح نفسه مرة أخري بحجة عدم اكتمال دورة مجلس النقابة لكن القضاء أوقف الانتخابات واستبعد ابراهيم نافع من الترشيح. أما الصديق العزيز ضياء رشوان فقد كان لدورات عدة في المطبخ الانتخابي للمرشح "الحكومي" إبراهيم نافع، ولم نسمع أو نعرف أنه دعا في يوم من الأيام لاستقلال النقابة ومناهضة ترشيح إبراهيم نافع، بل أنه حين شنت صحف باريسية حملة علي إبراهيم نافع واتهمته بمعاداة السامية، تولي الزميل ضياء رشوان تأسيس وإدارة منظمة حقوقية حملت اسم المنظمة العربية لمكافحة التمييز، رعاها ومولها إبراهيم نافع من ميزانية الأهرام للدفاع عنه. هذا قليل من كثير عن رموز تيار "الاستقلال الجديد" في نقابة الصحفيين، الذين كانوا أركانا لحملات انتخابية متتالية لمرشحين "حكوميين"! وقد لا يعرف زملاؤنا من الشباب هذا التاريخ، وربما تبدو شعارات الاستقلال والتغيير براقة، لكن عليهم ان يعلموا جيدا حقيقة من ينادون بالاستقلال والتغيير.. وهل هم مستقلون فعلا.. أم انه استقلال حسب الطلب والمصلحة والوضع السياسي.. والتحالفات الانتخابية التي تبدو غائمة وغير مفهومة او مبررة. يبدو أن الاستقلال في مفهوم أنصاره الجدد ليس أكثر من الاستقلال عن مكرم محمد أحمد، وليس عن إبراهيم نافع.. بينما الاثنان من رؤساء تحرير الصحف القومية.. الفارق الوحيد بينهما أن نافع الذي حظي بتأييد تيار الاستقلال كان في السلطة.. أما مكرم محمد أحمد الذي يعارضه المستقلون الجدد فبدون منصب رسمي!.. فلماذا باعوا استقلالهم مع من يتبوأون مناصب رسمية؟.. ولماذا ظهر هذا الاستقلال الآن مع مرشح هو في الحقيقة نموذج لاستقلال الكلمة والمواقف؟!