أكثر من شهرين مرا علي بدء العام الدراسي ورغم تعدد حالات الإصابة والوفاة بأنفلونزا الخنازير إلا أن المدارس لاتزال تستقبل تلاميذها وتودعهم يوميا بأكوام القمامة بدون الالتفات لذلك الخطر القادم الذي يحصد الأرواح. أكثر من شهرين مرا علي بدء العام الدراسي ورغم تعدد حالات الإصابة والوفاة بأنفلونزا الخنازير إلا أن المدارس لاتزال تستقبل تلاميذها وتودعهم يوميا بأكوام القمامة بدون الالتفات لذلك الخطر القادم الذي يحصد الأرواح. يستيقظ التلاميذ للذهاب إلي مدارسهم فرحين بيوم دراسي جديد يخطون فيه خطوة جديدة بعقولهم وإذهانهم.. ولكن للأسف مشهد أكوام الزبالة التي تحاصر مدارسهم من كل جانب ينسف تلك المشاعر ويفجر كل معاني الإحباط والاكتئاب بينما يكتفي مسئولو التربية والتعليم والحي والمدرسة بتعليق لافتات داخل فصول المدرسة يقرأها التلاميذ ولا يصدقونها لأن من بينها لافتة مكتوب عليها مدرستي جميلة ونظيفة ومتطورة ومنتجة. أمام مدرسة محمد كريم بعزبة النخل تم وضع صندوق لإحدي شركات النظافة ولكن يمتلئ عن آخره فتلقي القمامة إلي جواره بطول أسوار المدرسة ولا يكتفي جامعو القمامة بتركها في أكياس ولكنهم يفرزونها لانتقاء المواد الصلبة والبلاستيكية والكارتون وترك المخلفات العضوية فتصبح أسوار المدارس مأوي للحيوانات الضالة ومكاناً لتجمع الحشرات والبعوض. وفي الشارع ذاته عرب الطويلة تقع مدرسة الجيل الحر علي بعد خطوات قليلة من المدرسة الأولي وحالها لا يختلف كثيرا عن حال مدرسة محمد كريم وتستقبل يومياً مئات التلاميذ الملتحقين بالمرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي. يقول طارق مسلم أحد أولياء الأمور تستمر معاناتنا طوال العام الدراسي بسبب تراكم أكوام الزبالة إلي جوار المدرسة ولا يقتصر الأمر علي القمامة التي يقذفها السكان فقط بل يزداد الأمر سوءاً لتتحول مدارس العزبة إلي مقلب للفرز بالنسبة لمربي الخنازير في الزرائب فبعد أن تم التخلص من الخنازير ساءت الأمور ولم يعد الفرز يتم لمجرد الفصل ما بين محتويات القمامة ثم أخذها بكل ما فيها ونقلها للزرائب ولكن أصبح الهدف الرئيسي من الفرز التخلص من المخلفات وتركها لتتسبب في إيذاء المارة والتلاميذ. ويضييف زايد الحديدي أحد سكان المنطقة أن وجود خفير أمر لا غني عنه لحراسة المدارس من الإهمال الجسيم الذي تعاني منه ويؤكد أن العربات التي تقوم بنقل الكارتون والمخلفات الصلبة بجوار المدارس قد يصل أعدادها إلي 15 عربة نصف نقل يومياً وذلك يتسبب في ارتباك المرور وتكدس في الشوراع وإزعاج للتلاميذ داخل وخارج المدرسة لذلك فقد فضلت الابتعاد بأبنائي وإلحقاهم بمدارس خارج المربع السكني علي الرغم من وجود ما يقرب من 10 مدارس بالقرب من المحيط السكني لنا. وفي مكان آخر من العزبة يقع مجمع مدارس محمد متولي الشعراوي الذي يضم جميع المراحل الدراسية والغريب في الأمر وجود مقلب القمامة يواجة المجمع ولا يوجد به صندوق واحد من صناديق جمع القمامة ليصبح تجمعاً للحمير فلا تقتصر المعاناة علي الباعوض والرائحة الكريهة فقط بل تمتد لتشمل تلك الأصوات المزعجة والمشتتة لانتباه التلاميذ. سيد محمد مجدي جاء لتوصيل طفلتيه إلي المدرسة وهو مكمم الأنف وكذلك الطفلتان أرجع أسباب تحول المدارس لمقالب للقمامة نظراً لأن رئيس الحي يتغير كل 60 يوما أو أكثر قليلا إلي جانب وجود المربين في منطقة مجاورة للعزبة وبما أن المنطقة بلا رقيب أو حسيب فقد استغلوها لتصبح مصدراً رئيسياً للحصول علي الأموال ويؤكد أن تلك المشكلة لن تجد طريقها للحل إلا عن طريق فرض غرامات علي كل من يقوم بإلقاء القمامة.